ليس من المعهود، من الناحية الموضوعية تقييم حصيلة أداء أية سلطة قبل اكتمال الولاية الاولى لرئيس منتخب؛ أحرى عند ثلاثة أجزاء تلك الفترة الزمنية المحدودة؛ لكن بروز مؤشرات ميدانية ملموسة على جدية وجدوائية ما يتم من إنجازات كبرى لا ينكرها اقل الناس إنصافا و واقعية، في حيز زمني قياسي، هو ما قد يحرم تلك القاعدة ويجعل من عكسها أمرا واردا بل ومطلوبا، ليس تطبيلا ولا مبالغة؛ وإنما إبرازا لاستثنائيتها، بالمقارنة مع ما تعوده الناس ودابوا عليه من عدم رؤية وعود من يولونهم أمر البلاد ويسلموهم زمام قيادتها واقعا ملموسا ومحسوسا.
من هنا يكون الحديث عن حصيلة ثلاث سنوات مضت من مأمورية رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، دون حصر ولا إحاطة، حدا أدنى من العرفان والتقدير والتثمين تجاه من تعهد بذلك وأكد أن للعهد عنده معناه.. فكان صادقا وفيا لضميره وشعبه.
ودون إطالة أو مقدمات تفصيلية، يجدر التوقف عند بعض الأمور التي أعتبرها، شخصيا، من أبرز محطات مسار الوفاء ببرنامج "تعهداتي" بعد أن زادت المأمورية الرئاسية على النصف بنصف العام.. من ذلك على سبيل المثال توفير التأمين الصحي لعشرات الآلاف من العائلات الموريتانية المصنفة على أنها "متعففة"، واستحداث هيئة حكومية أوكلت لها مهام القضاء على كافة أشكال الغبن وإخراج كافة المواطنين في مناطق الهشاشة من العيش على قارعة طريق التنمية والرقي والحياة الكريمة..
كانت مندوبية "تآزر" هي الآلية الحكومية المثلى للوفاء بهذا الجانب المحوري من البرنامج الرئاسي حيث باتت توزع المعونات النقدية بانتظام على الأسر الهشة المتعففة في عموم تراب الجمهورية؛ مع توفير سلال غذائية للأكثر هشاشة واحتياجات..
وشيدت المندوبية عشرات المرافق الصحية والتعليمية في القرى والبلدات النائية التي عانت لعقود طويلة من الإقصاء والحرمان، كما أقامت منشآت للمياه الصالحة للشرب وشيدت سدودا وحواجز مائية للسكان المعتمدين في معيشتهم على الزراعة المطرية والتنمية الحيوانية.
ولم يكن قطاع التعليم بمناى عن هذا المسار النهضوي حيث استحدث رئيس الجمهورية قطاعا لإصلاح النظام التعليمي ألحقه بوزارة التهذيب الوطني وكانت مهمته تنقية المنظومة التربوية من رواسب الفساد واختلالات عقود من برامج الإصلاح الترقيعية التي أوصلت هذا القطاع الحيوي، ذي الدور المحوري في بناء المواطن وتكريس قيم المدرسة الجمهورية الجامعة، إلى حضيض الفشل والتردي... .
شملت إنجازات أولى سنة أن حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وضع برنامج استعجالي حازم ومتكامل التصدي لجائحة "كوفيد - 19" التي دمرت اقتصاديات دول كانت تصنف على أنها ضمن قائمة الأمم المتقدمة.. حيث بادر الرئيس بإنشاء صندوق وطني للتخفيف من تبعات الوباء، مع استثمار علاقات الأخوة والصداقة التي أعاد بعضها لسابق عهده وعززت من مكانة البعض الآخر في توفير اللقاحات والمعدات الخاصة بالوقاية من هذا الفيروس التنفسي المستجد، مع تعزيز القدرات الفنية والبشرية للقطاع وتصحيح الاختلالات البنيوية التي أدت لانهيار المنظومة الصحية في البلاد على مدى عقود.
على مستوى الولوج للخدمات الأساسية جاء توسيع شبكة المياه الحضرية في نواكشوط، ومد انابيب مياه آفطوط الساحلي نحو مناطق ريفية، وكذا تزويد عدة مدن داخل البلاد بالماء الشروب انطلاقا من بحيرة اظهر ومن موارد أخرى مثل السدود والآبار الإرتوازية الكبرى.
وفي مجال الإسكان تم توسيع عمليات استصلاح الأحياء العشوائية وتنظيمها ثم منح القطع الأرضية للسكان الأكثر هشاشة، وكذا تصحيح المخطط العمراني لمدينة نواكشوط بشكل عام لينهي عقود من التسيب والفوضوية ساهمت في انهيار الأوضاع الأمنية وانتشار انواع من الجرائم لم تكن معروفة.. كما جاءت مبادرة تحويل حراس ساحات مقاطعة تفرغ زينة بولاية نواكشوط الغربية ومنحهم قطعا أرضية مستصلحة في منطقة استفادت من شبكة الطرق ومن مرافق صحية وتعليمية جديدة.
على الصعيد الدبلوماسي كان لرئيس الجمهورية حضور فاعل في العديد من القمم الإقليمية والقارية والعالمية، منها على سبيل المثال قمة بروكسيل الشراكة بين الاتحادين الأفريقي والاوروبي، وقمة سوتشي الإفريقية - الروسية، وقمة اسطنبول التركية - الإفريقية؛ فضلا عن قمة دكار حول السلام وقمة أبيدجان الاقتصادية، وقمة الاتحاد الأفريقي باديس ابابا، وقمة بو بفرنسا حول الشراكة بين مجموعة دول الساحل الخمس وفرنسا، وقمة التجمع الإقليمي المذكور في انجامينا عاصمة تشاد..
واحتضنت نواكشوط عدة قمم من ابرزها قمة التحالف من أجل الساحل، وقمة منظمة استثمار نهر السينغال، وقمة السور الأخضر العظيم، وقمة دول مجموعة الساحل الخمس؛ كما استقبل الرئيس ولد الشيخ الغزواني، في نواكسوط، عددا من نظرائه الأفارقة والأجانب بينهم الرئيس الرواندي بول كاكامي، والرئيس التوكولي فور نياسيكبي، والرئيس السينغالي ماكي سال، والرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الحكومة الأسبانية بيدرو سانشيز..
وأدى رئيس الجمهورية زيارات رسمية لدول شقيقة واخرى صديقة من ابرزها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، و الجزائر، وفرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا...
آمنة الملقبة بندا صو