أيها المواطنون ، أيتها المواطنات: هل فيكم من يعرف أين يقع مقر "المجلس الأعلى للشباب" الذي كان قد وعد به الرئيس "عزيز" ذات لقاء بالشباب؟ وهل فيكم من يعرف اسم الرئيس الذي تم اختياره لرئاسة هذا المجلس الشبابي؟
وهل فيكم من يعرف أين يقع مصنع تركيب الطائرات العسكرية؟
وهل فيكم من يعرف أين تقع بورصة الأوراق المالية؟
وهل فيكم من يعرف أين تقع مصانع الجلود والألبان التي شغلت أهلنا في شرق البلاد وفي جنوبها؟
وهل فيكم من زار يوما مدينة رباط البحر؟
وهل فيكم من بإمكانه أن يحدد لنا النقطة الحدودية التي تُصَدر منها الكهرباء إلى الدول المجاورة؟
وهل فيكم من هبطت به الطائرة ذات يوم على مدرج المطار الدولي الجديد؟
وهل فيكم من صلى مرة صلاة الجمعة في الجامع الكبير الذي يتسع لأكثر من عشرة آلاف من المصلين؟
وهل فيكم من شاهد أي أثر لشبكة الصرف الصحي في أي ولاية من ولايات "نواكشوط" الثلاث؟
وهل فيكم من سافر ذات يوم عبر الطريق المعبد الرابط بين مدينتي "سيلبابي" و"ازويرات"؟
وهل فيكم من سافر مرة في العمر عبر الجسر الجوي الرابط بين "باريس" و"سيلبابي"؟
وهل فيكم من أخذ قيلولة ذات يوم صيفي حار تحت ظل شجرة عملاقة من المليون شجرة التي تم غرسها في السنوات الخمس الماضية حول العاصمة "نواكشوط"؟
وهل فيكم من التقط صورة تذكارية وهو يمشي مختالا على جسر من جسور العاصمة، وهل فيكم من التقطها وهو يجلس مبتسما فوق كثبان رملي نظيف بتفيريت؟
وهل فيكم من مر بشكل عابر بسجن "آلاك"، فوجده مكتظا بمفسدي الأنظمة السابقة؟
وهل فيكم من لا تزال هذه الشعارات تعني له شيئا : الحرب على الفساد ـ تجديد الطبقة السياسية ـ التغيير البناء ـ موريتانيا الجديدة ـ توزيع المتاح من العدالة؟
وهل فيكم من التقى صدفة في العام 2015 بسيدة حالمة تسمى ب "سنة التعليم"؟ هل فيكم من شاهدها تدخل أو تخرج من أي مدرسة من مدارس بلادنا؟ وهل فيكم من رآها ـ ولو لمرة واحدة ـ وهي تحمل كتابا مدرسيا اشترته بسعر زهيد من أي مكتبة مدرسية؟ وهل فيكم من سمعها في عام التعليم هذا وهي تفتخر بأن الحكومة قد نفذت توصية ولو واحدة من توصيات منتديات التعليم؟
وهل فيكم من شاهد سيدة متكبرة تسمى ب "الأسعار" تهان في هذا البلد، ولو للحظة عابرة؟ هل فيكم من شاهدها ساعة من نهار وهي ذليلة منكسرة بأي محطة من محطات بيع البنزين في العاصمة في هذا العام الذي تم فيه إذلال شقيقاتها وصديقاتها في كل الدول الشقيقة والصديقة، المجاورة وغير المجاورة؟
وهل فيكم من التقى صدفة ب "هيبة الدولة" في أي بقعة من أراضي الجمهورية الإسلامية الموريتانية؟، ألم تروها ذليلة وهي تأكل اللحم المشوي مع السفير الأمريكي في محل شعبي في عرفات؟ ألم تشاهدوها منكسرة وهي ترقص معه تحت خيمة موريتانية؟ ألم تلمحوها تجري لاهثة، تائهة، ضائعة، خلف هذا السفير بعد أن خدعها بدراعته البيضاء وبعمامته السوداء؟
وهل فيكم من لمح "هيبة الدولة" تطل برأسها من السجن المدني ذات مساء جمعة مثير؟ وهل فيكم من شاهد ظلالها في الصور المهينة التي جاءت من السجن المدني في ذلك المساء المثير؟
و أخيرا هل فيكم من حصل على نصيبه الموعود من العدالة مرميا على قارعة الطريق؟
أيها المواطنون ..أيها المواطنات:
إذا لم تكونوا قد صادفتم شيئا من ذلك في سنوات "الرخاء" الست الماضية، فلا تتوقعوا أبدا أن تصادفوه في عام العسر هذا، وهو العام الذي يهدد فيه الجفاف قطاع الريف، ويهدد فيه إفلاس "موريس بنك" واختلاسات الخزينة القطاع المالي والمصرفي، ويهدد فيه إلغاء اتفاقية الصيد مع الاتحاد الأوربي قطاع الصيد البحري، ويهدد فيه تدني أسعار الذهب والحديد وإضرابات عمال "اسنيم" القطاع المنجمي.
أيها المواطنون ..أيها المواطنات:
إذا كان فيكم من بإمكانه أن يهمس للسلطة القائمة في أذنها فليبلغها هذه البرقية العاجلة والغير مشفرة:
"إن المخرج الوحيد أمامك ـ يا أيتها السلطة القائمة ـ هو أن تجعلي من هذا العام، عام حوار جاد، يختلف عن كل حواراتك السابقة، وعليك أن تقدمي إشارات إيجابية في ذلك الاتجاه، وعليك أن تقومي بخطوات ملموسة تثبتي من خلالها حسنة نيتك، وبأنك هذه المرة جادة فعلا في الحوار.
فيا أيتها السلطة القائمة عليك أن تعلمي بأنك قد ضيعت فرصة الانجاز في السنوات الست الماضية، وعليك أن لا تضيعي فرصة الحوار في هذا العام، حتى لا يصدق عليك، وللمرة الثانية المثل العربي القائل : "الصيف ضيعت اللبن".
حفظ الله موريتانيا..