قال فضيلة الدكتور معاذ الخلطي؛ استاذ بمعهد محمد السادس للقراءات وعلوم القرآن الكريم بالمملكة المغربية، إن جلسات المؤتمر الخامس والثلاثين للسيرة النبوية الذي احتضنته نواكشوط، تميز بجملة من العروض والنقاشات المفيدة التي اتسمت بميزات علمية وتربوية؛ كان أهمها أن طبيعة الكلمات في اليوم الأول من المؤتمر كانت طبيعة بهجة وسرور.
وأضاف، في تصريح خص به وكالة "موريتانيا اليوم"، أنه في اليوم الثاني من أعمال المؤتمر كانت المداخلات والنقاشات يغلب عليها طابع العلمية والمناقشة والعقلانية وعرض المعطيات الواقعية للأمة اليوم والتاريخية بمنظار الفحص والتدقيق بطريقة معقلنة.
أما اليوم الثالث، يضيف الدكتور الخلطي، فقد افتُتح بمداخلة للشيخ مبروك زيد الخير التي "غلب عليها طابَع الوجدان، طابع المعنى قبل المبنى ، والمجنى لا المفنى ، وكانت المعارف عن السيرة النبوية مُصاغة في قالب أدبي يخرق القلوب ويهز النفوس ويجري العيون".
وقال: "اهتزت القاعة خلال الجلسة الثالثة في صباح يوم الأحد هزّا ، وتاقت النفوس إلى لقاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم توقا ، حتى كأنه تشخص في مجال الحاضرين وانكشفت حقيقة المحبة للناظرين وقُوطع المُحاضر بأهازيج مديحية انكب بها أحد حملة أجهزة التصوير من الطاقم فاضت بها المواجيد ، توجه بها إلى المتكلم كأنه يحمل هدية خالصة لشخص واحد ، المتحدث عن المصطفى تلك اللحظة . يفيض بها بِرَنّات تنبع من نظام موسيقي ينبع من المحبة لا من الوَتَر ، رنات امتزجت بشهيق الباكي فأضافت إلى نغماتها نبرات ملاطفة تحيي في قلبك الحزن والسرور في آن واحد.
الحزن على فقد الحبيب الخاتم، والسرور في الإجماع على محبته ، والاجتماع على مولده ، كان مجلسا خاصا ومناسبا أن يكون ثالثا.
كيف لا وقد مررنا بمحطة الفرح وابتهجنا، ثم بمحطة النظر وقد سطرنا ثم بمحطة الحب وقد تِهْنا ؛ تبين لي أن المؤتمر محبوك حبكة عاشق عاقل، ونادرا ما يجتمع الحب والعقل.
وقررت في نفسي أن المعاني الكبرى لا يليق بها أن تمر في واد دون واد".
جدير بالتنويه أن د. معاذ الخلطي حائز على دكتوراه في تكامل العلوم الإسلامية ، وهو قارئ بالإذاعة المغربية ، وعضو محكم دولي للمسابقات الدولية القرآنية. له تسجيل تلاوة قرآنية بإذاعة القرآن الكريم الموريتانية في شهر شتنبر 2021 .. وهو استاذ بمعهد محمد السادس للقراءات وعلوم القرآن الكريم.