اعتبر رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات السيد محمد فال ولد بلال، أن تقييم حصيلة اداء اللجنة متروك للآخرين وليس لمن يقودها أو قادها؛ مبرزا أن الأطراف السياسية والمراقبين والإعلام هم من يقيمون هذا الأداء ويخكمون عليه.
وأوضح أن ما يمكنه قوله، في هذا الصدد، هو أنه يشعر براحة البال وراحة الضمير لما قام به وزملاؤه من "جهود خالصة للوطن"، علما بأن "الإخلاص لا يمنع من الهفوات ولا يمنع من الأخطاء والنواقص،لكن الضمير يرتاح كلما شعر الأنسان أنه قام بما بوسعه.. ولن يأتي أي إنسان إلا بما هو متاح"؛ حسب قوله.
واضاف محمد فال ولد بلال، في مقابلة نشرها موقع وكالة "الأخبار" المستقل، أمس (الأربعاء): "نحن باشرنا هذا العمل في ظروف معقدة وصعبة للغاية، فالكل يتذكر كيف كان الوضع السياسي مأزوما وكيف كانت الثقة منعدمة أو شبه منعدمة بين الأطراف السياسية المتنافسة داخل العملية الانتخابية، والكل يتذكر الظروف التي نشأت فيها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وكيف كانت تنعكس الأزمة السياسية عليها من باب الحكم على مصداقيتها ومشروعيتها.. والكل يتذكر ما كان يعيشه المجتمع السياسي الموريتاني من تشتت وتشظي.. عالجنا المنافسة بين 2055 لائحة.. أقول 2055 لائحة، من بينها ما يقارب 900 لائحة متنافسة على البرلمان، وزيادة على 1000 لائحة متنافسة على البلديات وما يناهز 200 لائحة متنافسة على المجالس الجهوية وتجاوز إلى الشوط الثاني أيضا، نظمناه في 9 ولايات من أصل 13 وعدد من المقاطعات، إلى آخره.. وبالتالي كان لزاما علينا أن نعمل المستحيل حتى نمد جسور ما تيسر من الثقة بيننا وبين الرأي العام والطبقة السياسية، وكنت ألقاهم ليلا نهارا متى شاءوا وأين ما شاءوا، وبدأت المسار بالتنقل إليهم في مكاتبهم ومقراتهم".
وحول سؤال يتعلق بما أثير مؤخرا من جدل حول مسألة معيار اختيار أعضاء اللجنة، بين من يقول بضرورة أن يكونوا فنيين من خارج الأطر السياسية، وبين من يدع إلى إختيارهم من ضمن الأحزاب السياسية؛ رد الدبلوماسي والسياسي المخضرم: "لا ينبغي الخلط بين الإثنين، المهم بالنسبة للجنة هو أن تكون محل ثقة على مستوى الطيف السياسي، بداية الفكرة أصلا أتت من أصل بسيط جدا وهو أن العملية الانتخابية عملية تعني الأحزاب السياسية، وبالتالي انطلقوا من مبدأ أن السارق أودعني.. يعني ما دامت هذه قضيتهم دعوهم هم من يسيرها ويؤطرونها كما يحلوا لهم المهم هو رضاهم عن العملية الانتخابية وعن ظروف تنافسهم..".
واضاف: "يبقى أنه من مصلحة الأحزاب أن تختار ذوي الخبرة وعملية الانتخابات صارت الآن مادة تدرس في الجامعات، يعني قد تكون حائز على دكتوراه في أي فن من الفنون ولا تعرف ماهي اللائحة الانتخابية وماهو السجل الانتخابي وما هو المحضر وكيف يملأ وما هو المستخرج.. إلى آخره، إذا لا بد للأحزاب السياسية أن تختار ولكن تختار من بين ذوي الخبرة والاعتدال وذوي الضمير.. إلى آخره".