إذا ذكر القانون في موريتانيا تبادر إلى الأذهان إسم الأستاذ محمد محمود ولد محمد صالح، الذي هو في الحقيقة نموذج فريد من نوعه في هذا المجال الهام الذي لا تكون الدول ولا تقوم إلا به.يعتبر الأستاذ محمد محمود محمد صالح أحد أهم فقهاء القانون في العصر الحديث ليس فقط في موريتانيا التي ينتمي لها ويدرس في جامعتها، بل في كل افريقيا و أوروبا وتحديدا فرنسا التي درس فيها وتحصل على شهادة دكتوراه دولة من جامعة نيس العريقة في العام 1985، برتبة مشرف جدا مع تهنئة اللجنة.
ثم حصل في العام 1989 على درجة التبريز، وهي درجة علمية لا يصل لها إلا المتميزون، لصعوبتها ولما تتطلبه من جهد وإحاطة بالعلوم القانونية. "concours d'agrégation français, Paris"شهد له كبار الأساتذة والمفكرين بمساهمته في تطوير المنظومة القانونية والاقتصادية الدولية ولعل هذا التكريم من عديد الجامعات ومراكز البحوث العالمية أكبر دليل على المكانة العلمية للرجل.
لعب البروفسور محمد محمود محمد صالح دورا مهما في حلحلة بعض المشاكل المتشعبة المتعلقة بالنزاعات في افريقيا، فقد تم إختياره لهذه المهمة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة من بين خبراء دوليين كبار بخصوص ترسيم الحدود بين الجارتين الكامرون ونيجيريا، المهمة التي تكللت بالنجاح الكبير.
له كتابات كثيرة ساهمت بدون أدنى شك في تطوير المنظومة القانونية والاقتصادية الدولية، هذه الجهود والكتابات التي قام بها هذا الخبير الكبير مكنت من رفع مستوى النقاش عند القانونيين والاقتصاديين و المشرعين والمهتمين والباحثين والخبراء القانونيين عموما لقيمتها العلمية والفنية والأكادمية.
من أهم هذه الكتابات:
- تناقضات القانون المعولم, العام 2003.(les contradictions du droit mondialisé)
-انتهاك حقوق الإنسان في النظام الاقتصادي الدولي: أسطورة أم حقيقة, العام 2012.
( l'irruption des droits de l'homme dans l'ordre économique mondial: mythe ou réalité).
ولعل هذا الكتاب الجديد يكون مساهمة أخرى في معالجة أهم القضيا المرتبطة بالتجارة الدولية وخصوصا في هذه الفترة الاستثنائية لما يشهده العالم من انقسام وتشرذم بسبب تداعيات الحرب على اكرونيا.ساهم كذلك عبر المقالات العلمية المتخصصة الكثيرة التي كتبها في إنارة الرأي العام الوطني الموريتاني وكذلك الدولي في بلورة رؤية قانونيه واضحة بخصوص التعاطي مع أهم المواضيع والنوازل الشائكة التي يصعب على غير اهل التخصص فهمها.
عرفناه أستاذا عبقريا ومحاميا كبيرا، متمكنا وساعيا للإصلاح. فهنيئا لموريتانيا وهنيئا للبروفسير على هذا النجاح والتكريم المستحق.
د.اعل الشيخ الدح سيد أحمد البشير