تشرفت اليوم الثلاثاء فاتح نفمبر ، بالمقابلة التي خصني بها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في مقر إقامته الرئاسية بالعاصمة الجزائر بمناسبة انعقاد القمة العربية في أرض المليون ونصف شهيد .
كانت فرصة رائعة وثمينة جدا للتعبير اولا لصاحب الفخامة ، عن فخري واعتزازي الكبيرين بالثقة السامية التي منحني إياها فخامته، لأكون ضمن فريقنا الدبلوماسي لدى منظمة اليونسكو في باريس ، وهي مناسبة سعيدة حدثته فيها عن جهود المندوبية الدائمة لموريتانيا في اليونسكو ، للرفع من مستوى أداء بلادنا الثقافي في هذه المنظمة الثقافية الهامة ، في جو من الانسجام وروح الفريق الواحد ، وهو ما توج مؤخرا بانضمام بلادنا لأول مرة لعضوية اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي ، إحدى أهم الأجهزة الفاعلة في منظمة اليونسكو ، بعد فوز موريتانيا باغلبية أصوات الدول الأعضاء ، وكذا عن الآفاق المستقبلية الواعدة لدور بلادنا الطموح في هذه المنظمة ، وهو ماكان موضع اهتمام خاص وإيجابي من طرف فخامته.
لكن أهم ما كان في هذه المقابلة التي زادت عن وقتها المحدد سلفا ، بفضل رحابة صدر السيد الرئيس - رغم مشاغله الجمة غداة افتتاح القمة العربية في الجزائر- بالإضافة إلى حسن الاستماع لشخصي المتواضع ، في مختلف القضايا التي تحدثت عنها بإسهاب ، هو حديث فخامته العميق والمركز والرصين جدا ، في جوهر رسالة موريتانيا الدبلوماسية والثقافية اليوم في عالم متغير ، والتي تسلتهم مع روح الانفتاح والتواصل المستنير مع الآخر ، من رصيد قيمنا الحضارية الأصيلة، التي صنعت من بلاد شنقيط مشكاة مضيئة بالعلم والمعرفة والتسامح بلا حدود ، وهي تلك القوة الروحية الناعمة التي تشكل بالنسبة لنا مصدر القوة والعطاء .
لقد سعدت كثيرا في هذا اللقاء بالاستماع عن قرب، لحديث رئيس ديمقراطي ، ذي رؤية ثاقبة في بناء الحاضر والمستقبل ، يؤمن بموريتانيا للجميع وبلا قطيعة مع الأجيال، موريتانيا واحدة بكل ألوان الطيف الاجتماعي والثقافي فيها ، يتعزز كيانها بإرادة الجميع وخاصة دور النخبة المثقفة، في مواجهة التحديات وتغيير العقليات وتكريس مفاهيم المساواة والإنصاف ، بين كل الشرائح والطبقات بالعمل البناء الذي ينفع الناس في حياتهم .
أما خلاصة هذا اللقاء الهام مع فخامته ، فكان بحق تلك النصائح والتوجيهات الحكيمة ، التي تفضل فخامة الرئيس بإسدائها إلي، في بداية هذا المشوار الدبلوماسي والثقافي الدولي بباريس ، وهي معالم في الطريق اعتز بها جدا من فخامته ، وأرجو أن اوفق دائما في أن اكون على مستوى ثقته وتقديره العاليين ، شاكرا لفخامته هذه اللفتة الطيبة والكريمة ، لاستقبال احد مواطنيه، جاء بصفته شاعرا واديبا إلى الجزائر، للمشاركة في الفعاليات الثقافية المصاحبة للقمة العربية ، بدعوة رسمية من وزارة الثقافة الجزائرية ، ممثلا لبلاد المليون شاعر في الصالون العربي للكتاب، الذي دعت له الجزائر نخبة من الشعراء والمثقفين العرب من كل مكان بمناسبة انعقاد القمة العربية .
ما أطيب اللقيا بلا ميعاد وخاصة مع فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، الذي استقبلني بترحاب كبير وحديث شيق متبادل، طابعه الود والتواضع من ذي خلق رفيع ، جزاه الله خيرا ورفع من شأنه وقدره.
ولا غرو ان طابت صنائع ماجد كريم فماء العود من حيث يعصر