نشرت صحيفة "القلم" الناطقة الفرنسية في عددها الأخير مقالا تحليليا استعرضت ما اعتبرته اسباب دعوة الرئيس إلى الحوار وإستعداده لتقديم تنازلات.
وجاء في المقال " ارتفعت ضريبة القيمة المضافة فجأة من 14 إلى 16 بالمائة؛ ازادادت الرسوم الجمركية على الأرز واللبن المستورد؛ وانخفضت أسعار الحديد بشكل كبير، تلا ذلك إضراب في أكبر شركاتنا المعدنية؛ أسعار المحروقات ترفض الانخفاض رغم تدني أسعارها في السوق الدولية بأكثر من 60 بالمائة منذ يونيو من العام 2014، فترة من التصامم توشك أن تبقى غير محتملة بسبب العجز في التساقطات المطرية هذه السنة والكارثة التي يعيشها قطاع الصيد والزراعة...
وضعية اقتصادية أبعد ما تكون عن الجيدة. ما ذا ستقول السياسة؟ الهوة كبيرة بين السلطة والمعارضة مما يجعل الحديث عن تلاقيهما أمرا بعيد المنال.
هل أصبح سلف روبرت موغابي على رأس الاتحاد الإفريقي مرغما على التنازل؟ في ظل هذه الصعوبات المتكاثرة لا بد أن الرئيس " الطبيعي " سيختار طريق الحكمة.
سواء كان ذلك عن طريق أخذ الجميع معه على نفس المركب وعدم الاستمرار في السير منفردا أو من خلال تخفيف الضغط حكومته التي تأتيها السهام من كل ناحية.
بعد سنوات من الصعود النسبي مع أسعار قياسية للمواد الأولية وتحصيل ضريبي وجمركي غير مسبوق ووضعية خارجية مريحة أوصلته لرئاسة الاتحاد الإفريقي، هل بدأ نجم النظام في الأفول؟ وإلا فكيف نفسر إلحاحة في الحوار مع المعارضة رغم تمنعها التي يبدو أنها قلبت الصحفة وأصبحت تنتظر انتهاء الولاية الأخيرة؟ أو أن هذا الإلحاح ليس إلا محاولة لإظهار المعارضة كمن يمتنع عن الحوار لإنهاء الأزمة السياسية.
وعلى كل حال؛ فإن المواطن العادي لا يهتم سوى بشئون حياته اليومية التي يطبعها الحرمان والبؤس الذي سيتفاقم دون شك في ظل التجاذبات السياسية، فالمعارضة والموالاة عنده وجهان لعملة واحدة، وهو أمر غير جديد بالمرة. لكنه من المسلم به أن الهوة تتسع فقط، لكنها في عهد موريتانيا الجديدة لولد عبد العزيز تتعمق فقط.
Le calame N° 964