انطلقت، اليوم (الأربعاء)'في مدينة مراكش بالمملكة المغربية، أشغال الدورة الأولى للمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية؛ حيث تميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة، المنظمة على مدى ثلاثة أيام، برسالة وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في هذه التظاهرة، تلاها وزير الصحة والحماية الاجتماعية المغربي.
وجاء في الرسالة الملكية أن هذه المناظرة “تنعقد في فترة يعرف فيها العالم تداخل الأزمات الأمنية والاقتصادية والبيئية، مع ما يترتب عنها من انعكاسات اجتماعية وإنسانية وصحية”.
وأضاف جلالة الملك، مخاطبا المشاركين في المناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية: “إننا ننتظر أن تشكل المناظرة مناسبة لإيجاد إجابات جماعية للتصدي للمخاطر التي تهدد العالم اليوم، بسبب الأوبئة والأزمات الغذائية، وما تمثله تداعياتها من أخطار على صحة الساكنة وخاصة غير المحصنة، بسبب مشاكل المناخ والجفاف، وشح أو انعدام الموارد المائية في العديد من جهات قارتنا”.
وأعرب العاهل المغربي، في رسالته، عن تطلعه لـ”توحيد الجهود الإفريقية في مواجهة مختلف التهديدات التي تتربص بقارتنا، والتي تتطلب منا جميعا نهج سياسات استباقية ووقائية، وتعبئة الإمكانات المتاحة، لصيانة صحة وكرامة المواطن الإفريقي”، مشيرا إلى أن “وعي المملكة المغربية بضرورة ضمان الأمن الصحي لكل المغاربة، جعلها تعمل على تعميم الحماية الاجتماعية، بدءا بتوسيع كل من مجال التغطية الصحية الإجبارية، ليشمل كافة المواطنات والمواطنين ؛ وقاعدة الانخراط في أنظمة التقاعد للساكنة النشيطة ؛ إلى جانب تعميم التعويضات العائلية، وكذا الاستفادة من التعويض عن فقدان الشغل”.
وشددت الرسالة الملكية على أن مشروع الحماية الاجتماعية، “يشكل ثورة اجتماعية حقيقية، لما له من آثار مباشرة وملموسة، على تحسين ظروف عيش المواطنين، وصيانة كرامتهم، ودمقرطة ولوجهم للخدمات الصحية والاجتماعية، في إطار سياسة القرب، وتحقيق التنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية والمجالية”.
واعتبر الملك محمد السادس أن “الصحة من أكبر التحديات في قارتنا”، مضيفا، “وقد أبانت جائحة كوفيد 19، ضرورة العمل الجماعي، من خلال مضاعفة المشاريع، وتجهيز بلداننا بالبنى التحتية اللازمة في هذا المجال، وتمكين الشعوب الإفريقية من العلاجات واللقاحات الضرورية، ومواجهة مختلف الأمراض والأوبئة”.
كما شدد على “ضرورة الانفتاح على التطورات التكنولوجية التي يعرفها العالم في المجال الصحي، ومواكبة الأنظمة الصحية لدول القارة لهذه التطورات”.