لم يصدُرْ يوما عن الرئيس محمد ولد عبد العزيز ما يُمكن اعتباره استلهاما من منهج عمر ابن الخطاب فى تدبير شؤون الرعية : (( لو أنّ بٓغْلة عثرتْ فى العراق لسألني الله تعالى: لِمٓ لمْ تُمهِّدْ لها الطريقٓ يا عُمر؟)).
بٓيْدٓ أني سوف ألتمسُ لابن عبد العزيز(نا) أحسن المٓخارج، وهو القائل فى إحدى أولى خرجاته الإعلامية الدولية :"Je dois tout contrôler moi même "(( مقابلة مع أسبوعية Jeune Afrique بتاريخ ٢ سبتمبر ٢٠١٠)).و بالعربي الفصيح، يكون عزيز قد التزم بأن (( يُتابع/يراقب/يتحكّٓم شخصيا فى كل شيء)).
و له فى كل من الحالات الثلاث قُدْوة فى زماننا : فهو - مثل الأمين العام للأمم المتحدة - ((يتابع )) فقراءنا يزدادون فقرا، وحرامية ((مغارة علي بابا)) يعيثون فى البلاد فسادا بأمره ورضاه دون أن يحرك ساكنا، وهو - مثل بعثات جامعة الدول العربية - (( يراقب)) ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة دون أن يغيّر منكراً، وهو - مثل أي مستبد برأيه- ((يتحكم )) فى كل ما يجري فى الجمهورية الإسلامية الموريتانية من رفع سعر الأوراق المدنية إلى الإجهاز على شركة ((سنيم)).
بالمختصر المفيد : عزيز يٓزِرُ وِزْرٓ الجمهورية، وهو بهذا فرِحُ وسعيد، لأنه ((يتابع ويراقب ويتحكم)) منذ ثمان سنوات على الأقل فى كل صغيرة وكبيرة، من شؤون البلاد.
فإلى متى ستمتد ثلاثية (( المتابعة -المراقبة و التحكم )) ؟ كل البشر يخطؤون، لكن عقلاءهم يُقرون بالخطأ ويجتهدون لتصحيحه ، وقد يُوفّقون أو لا يُوفّقون، لكن لهم أجر الاجتهاد والتكفير عن الزلات.كم نتمنى للرئيس عزيز رجاحة العقل، او ان يكون له نصيب من الأجر على الاقل.وكم يؤرقنا التساؤل: هل يدري عزيز ان أركان نظامه سوف يُحمّلونه كل أخطاءهم ويُقيمون عليه الحجة بأنه كان " العقل" المدبر والمسؤول الأول والأخير عن كل القرارات المرتجلة والجائرة التي اتخذوها تحت إمرته؟وهل يدري أن أعوانه سوف يكونون غدا ً عوْناً عليه فى إثبات تُهٓم الفساد والعجز التي تلاحق نظامه؟ كل القرائن توحي بذلك: خيانة الماضي ، و اهمال الحاضر، ولعنة المستقبل.اللهم لا شماتة.