خلد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الذكرى الـ51 لعيد الاتحاد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، بحفل احتضنته حديقة ألفي بنادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي.
وتميز الحفل بمجموعة من الأنشطة الفكرية والثقافية والتراثية تعكس أهمية هذه المناسبة ومكانتها لدى الإماراتيين، وما تمثله خصوصية وعمق علاقة الإنسان الإماراتي بوطنه وقيادته.
شارك في الحفل فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه؛ رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، محاطا بأعضاء المجلس والمفتون، بالإضافة إلى مدراء الإدارات والموظفين ولفيف من المدعوين.
وافتتح الحفل بكلمة للشيخ عبد الله بن بيه، تقدم خلالها بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ رئيس دولة الإمارات، و أخيه ؛ نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزارء، حاكم إمارة دبي ، وإلى حكام الإمارات، وإلشعب الإماراتي، سائلاً الله تعالى أن يديم لطفه وعافيته على دولة الإمارات، وأن يحفظ قيادتها وأن يوفقها إلى كل خير.
وأكد رئيس مجلس الإفتاء الشرعي أنَّ "عيد الاتحاد الـ 51 الذي تحتفي به الدولة فرصة عظيمة لتجديد الصلة بالآباء المؤسسين، وتَذكر ما بذلوه من جهود مضنية ليشيدوا مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - نموذجًا إماراتيًا فريدًا قائمًا على التسامح والتعايش، وحب الخير للإنسانية جمعاء".
كما ألقى الدكتور عمر حبتور الدرعي؛ مدير عام المجلس، كلمةً توجه فيها بالشكر والثناء لقيادة الإمارات التي وصفها بـ "الرشيدة، التي بنت لنا وطنًا نفاخر به بين الأمم في ماضيه العريق، وحاضره المشرق، ومستقبله الملهم"؛ حسب وصفه، معتبرًا أن "خمسين عامًا من الأمجاد قد صاغت جوهرة الأوطان، والشجرة المغدقة الثمار، التي آتت أكلها بإذن ربها".
و عبَّر مدير عام المجلس عن اعتزازه "بما حققه الوطن تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"؛ فهو الكريم ابن الكريم، الملهم الحكيم، خريج مدرسة زايد في الحكمة، فارس السلام، والأمين على الدين والوطن" .
وقال د. عمر الدرعي: "من قصة الوطن العظيم نستلهم في مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رؤيتنا ورسالتنا وقيمنا، وسنسعى - بإذن الله - وبهمة أبناء الوطن وعزيمتهم لأن تصل أفياؤه المعتدلة لكل دربٍ، ينشر الأمان ويبث السكينة والطمأنينة والسلام بين النَّاس، وإنَّنا لن نؤدي الوطن حقَّه الواجب علينا إلا بأن ننهض بمشروع الإفتاء نهضةً عالميةً، وارفة الظلال، كثيرة الثمار، تليق باسم دولة الإمارات"؛وفق تعبيره.
وبعد انتهاء الكلمات أطلق المجلس خلال الحفل "وثيقة مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي" أكد فيها الأعضاء والمفتون وجميع العاملين في المجلس، "السعي بهمة وإصرار لكل ما يحقق السمو والرفعة للوطن، وخدمة الدين الإسلامي السمح، ومد يد المودة والمحبة للعالم أجمع، وتحقيق الريادة والنجاح في ميدان العمل الإفتائي"؛ مؤكدين على التشارك والتكاتف والإخلاص "من أجل الإمارات أولاً وثانيًا وثالثًا إلى ما لا نهاية".
كما تضمنت فعاليات الحفل عرض فيلم من إنتاج مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، تدور أحداثه حول ما بذله الأجداد من تضحيات في سبيل رفعة وسمو راية وطنهم لتظل عاليةً خفاقةً، وما يتعين على الأجيال لمتابعة المسيرة وحمل الراية بإصرار وتفان في خدمة البلد والمحافظة على إنجازاته ومكتسباته.
وتكريمًا للمرأة الإماراتية واعترافًا بدورها في بناء الدولة وريادتها، ألقت المفتية أمل المشجري كلمةً باسم جميع المفتين في المجلس، أكَّدت من خلالها أهمية دور المفتي في غرس القيم الإسلامية السمحة "منطلقًا من ثوابتنا الدينية والوطنية"؛ على حد قولها. كما تمَّ بعد ذلك تكريم أعضاء مجلس الإفتاء الشرعي والمفتين والمفتيات في المجلس وأخذ صورة تذكارية جماعية، و ألقيت في الحفل العديد من القصائد الشعرية بهذه المناسبة.