موريتانيا: المياه تهدد مشروع مدينة جديدة محاذية لميناء "تانيت"، شمالي نواكشوط

سبت, 2015-02-07 22:24

العربي الجديد/ يُثير متخصصون في موريتانيا، تساؤلات بشأن مشروع إنشاء مدينة ساحلية جديدة، حول جدوى هذا المشروع ومستقبله في ظل تزايد مخاوف الموريتانيين من زحف مياه المحيط الأطلسي، التي باتت تغزو الكثير من مساحات اليابسة، وتهدد العاصمة نواكشوط.

وقبل أيام أعلنت السلطات عن إنشاء مدينة جديدة محاذية لميناء "تانيت"، شمالي نواكشوط، الذي تجري فيه أعمال تشييد حاليا، ويبعد عن العاصمة حوالي 60 كلم شمالا، وذلك بهدف خلق حيوية اقتصادية للميناء الجديد.

وقال ولد الطالب أعمر، مدير مؤسسة "إنماء للإعمار"، إن اختيار موقع المدينة الجديدة يؤكد استمرار الأنظمة الموريتانية في انتهاج السياسات الارتجالية في مجال العمران والتخطيط المتصل باختيار المدن".

وتابع أعمر، الذي تعمل مؤسسته الخاصة في مجال الأشغال العمومية، أن "كل الدراسات والبحوث في السنوات الأخيرة في المجال البيئي خلصت إلى أن الشواطئ الموريتانية قد تصبح يوما خطرا على ساكنيها".

وتقول الحكومة إن المدينة الجديدة ستتسع لأكثر من 850 ألف نسمة، وهي نسبة تعادل ربع سكان موريتانيا تقريبا البالغ عددهم نحو 3.5 ملايين نسمة.

وأضاف أن الحكومة تنتهج سياسة توسيع العاصمة نواكشوط في اتجاه المناطق الشمالية، مثل إنشاء مطار جديد وجامعة جديدة في ذات الاتجاه، رغم أن الدراسات الحديثة تفيد بأن هذه المناطق مهددة بالغرق في العقود المقبلة بسبب ارتفاع مد المحيط الأطلسي.

وقال إن السلطات العاجزة عن توفير المحفزات الضرورية للسكن، مثل البنى التحتية والماء والكهرباء في الأحياء الجديدة بالعاصمة نواكشوط، لن يكون بمقدورها تلبية الاحتياجات نفسها بالنسبة لمشروع المدينة الجديدة.

وفي المقابل، قلل حماه الله جاختي، وهو خبير في الهندسة المدنية بمصلحة المخططات في وزارة الإسكان، من مخاطر مياه المحيط الأطلسي على المدينة المزمع إنشاؤها، قائلا إن اختيار المدينة الجديدة تم وفق شروط تحترم المواصفات العمرانية والفنية المطلوبة.

وسيحتوي الميناء الجديد على محطة لتحلية المياه، ومحطة لتوليد الكهرباء وسوق لبيع الأسماك.

وأضاف جاختي: "يجري العمل على وضع المخطط العمراني للمدينة الجديدة لتكون خالية من العشوائيات. نسبة الملوحة في تربة المدينة منخفضة جدا قياسا بالمناطق الشاطئية الأخرى، وهو الشيء الذي يجعل فرص السكن والإقامة بها مستقبلا أكثر جاذبية".

وأوضح جاختي، أن الهدف من إنشاء مدينة شاطئية جديدة هو تخفيف الضغط السكاني على العاصمة نواكشوط وخلق فرص تجارية وفرص عمل للشباب العاطل، مشيرا إلى أن النمو السكاني لمشروع المدينة الجديدة قد يأخذ وقتا، بسبب المخاوف المتزايدة للموريتانيين من مخاطر الشواطئ.

وفي السنوات الأخيرة، أفادت أبحاث دولية حول البيئة في موريتانيا، أن نواكشوط باتت "هشّة" أمام التغيّرات المناخيّة؛ بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر وانخفاض موقع المدينة وتقلّص الحاجز الرملي الذي يفصلها عن المحيط.