يشارف عام 2022 على النهاية وقد حمل معه أحداثاً استثنائية ستظل في ذاكرة من عايشها وسيذكرها التاريخ للأجيال المستقبلية دون شك؛ لعل من أبرزها:
1. الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 من فبراير 2022، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العنان للحرب على أوكرانيا المجاورة التي تسعى إلى الانضمام إلى حلف الناتو، بذريعة أن خطط الأخيرة تشكل تهديداً مستمراً على أمن روسيا التي "لا تستطيع أن تشعر بالأمان والتطور والوجود" حسب قول بوتين.
كان الهدف الأولي للزعيم الروسي هو اجتياح أوكرانيا والإطاحة بحكومتها الشرعية وبالتالي القضاء على أي إحتمال لانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال بوتين للشعب الروسي إن هدفه هو "نزع السلاح من أوكرانيا واجتثاث النازية منها"، لحماية أولئك الذين تعرضوا لما وصفه بـ 8 سنوات من التنمر والإبادة الجماعية من قبل الحكومة الأوكرانية.
تكبد الطرفان خسائر مالية وبشرية وعسكرية كبيرة خلال 10 أشهر من الحرب وتعرضت العديد من المدن الأوكرانية لدمار واسع ونزح ملايين الأوكرانيين إلى أوروبا، ولا تلوح في الأفق أي بوادر على قرب نهاية هذه الحرب.
لكن هذه الحرب ليست مجرد شأن إقليمي يدور بين بلدين مجاورين، بل امتد تأثيرها إلى معظم دول أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لما لها من تداعيات اقتصادية كبيرة على هذه البلدان، مسببة أزمة اقتصادية كبيرة بسبب توقف صادرات روسيا وأوكرانيا من إمدادات الطاقة والوقود والمواد الغذائية اللتين كانتا تزودان العالم بها.
2. احتجاجات إيران لم تتوقع السلطات الإيرانية أن يؤدي مقتل الشابة الكردية، مهسا أميني في سبتمبر من هذا العام، أثناء احتجازها من قبل شرطة "الأخلاق" في طهران، إلى غضب الإيرانيين واندلاع احتجاجات في جميع مدن البلاد خلال أيام فقط من انتشار خبر وفاة أميني.
كانت مهسا أميني التي تنحدر من مدينة سنندج، في زيارة إلى طهران مع شقيقها، عندما صادفتها "شرطة الأخلاق" وطلبت منها تغطية شعرها بالكامل دون إظهار أي خصلة.
حدثت مشادة كلامية قصيرة لتنتهي بسحبها من قبل الشرطة وضربها في الشارع واعتقالها، وتوفيت الشابة بعد ثلاثة أيام في مركز الاحتجاز.
أثار موتها الذي بدأ بسبب خصلة شعر، غضب السكان في سنندج، الذين خرجوا في مظاهرات للاحتجاج على ما تعرضت له الشابة الكردية وعلى السياسات القمعية للحكومة لتصل شرارة غضبهم إلى باقي مدن إيران.
3. مونديال قطر الناجح هذه هي الدورة الأولى من بطولة كأس العالم التي تُقام في دولة عربية و مسلمة في الشرق الأوسط، مما جعلها محاطة بالكثير من الجدل حول عدد من القضايا منذ الإعلان عن استضافة الدوحة للبطولة.
في عام 2010، تفوقت قطر على كوريا الجنوبية، واليابان، وأستراليا، والولايات المتحدة، وقبلت الفيفا طلب الدوحة لتنظيم البطولة.