شهد مجلس النواب الأمريكي حالة فوضى لم يعرفها منذ قرابة قرن، إذ كشفت جلسته الافتتاحية عن انقسامات كبيرة داخل صفوف النواب من الحزب الجمهوري؛ حيث فشل زعيم الجمهوريين في المجلس كيفن مكارثي، الذي يسعى لرئاسته، في الفوز بالمنصب على الرغم من إجراء ثلاث جولات اقتراع، ليتم، للمرة الأولى منذ عام 1923، إرجاء الجلسته دون اختيار رئيس جديد.
وكان ينتظر أن يكون انعقاد المجلس مختلفا، إذ ضمن الحزب الجمهوري السيطرة عليه بأغلبية بسيطة بعد الانتخابات النصفية التي شهدتها الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي؛ لكن مكارثي واجه "تمردا" من جانب أعضاء حزبه، ورفض عدد من الجمهوريين دعمه، ولذا لم يحصل على عدد الأصوات اللازم للفوز بالمنصب.
ويصر مكارثي على السعي للفوز بالمنصب خلفا للديمقراطية نانسي بيلوسي، بينما يصعب التكهن بما قد يحدث حين يجتمع المجلس مجددا، اليوم، في محاولة جديدة لانتخاب رئيس له.
وكان زعيم الأقلية في مجلس النواب بعد أن فقد الجمهوريون السيطرة على المجلس في الانتخابات النصفية لعام 2018، وخلال تلك الفترة طور علاقته بقوة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو من الحزب الجمهوري.
وخلال أعمال الشغب في الكابيتول (مقر الكونغرس) بعد هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية أمام بايدن في 6 يناير 2021، ورد أن مكارثي طلب من ترامب خلال مكالمة هاتفية ساخنة إخبار المتظاهرين بالعودة إلى ديارهم، لكن بعد أيام، زار مكارثي ترامب في مقر إقامته في فلوريدا، وبدا أنه يحسن علاقته معه.
وفي الوقت الحالي، يبدو أن بعض أنصار ترامب من أعضاء مجلس النواب لا يرغبون في دعم مكارثي.
وتعهد الجمهوريون بعد فوزهم بالأغلبية في مجلس النواب بإطلاق سلسلة تحقيقات بشأن إدارة الرئيس جو بايدن.