مع حلول السنة الجديدة 2023 تحولت مدينة نواكشوط إلى عاصمة لثقافة العالم الإسلامي واحتفت بها منظمة التعاون الإسلامي ومختلف الهيئات والشخصيات العلمية والفكرية والثقافية، محليا وإقليميا ودوليا..
وبما أن المدينة تحتضن مقر الأمانة الدائمة لمجموعة دول الساحل الخمس، التي تتخذ من محاربة الغلو والتطرف والعنف المسلح في شريط الساحل والصحراء، عبر مقاربات تكاملية متعددة، فقد جعل ذلك منها عاصمة للوسطية والتسامح والاعتدال والانفتاح بامتياز.
اليوم، وبتدشين مقر منتدى السلم برئاسة فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه في نواكشوط تكتمل فيها مقومات عاصمة السلم وحوار الحضارات، وتستعيد مكانتها ودورها التاريخي كمركز للإشعاع الحضاري ومنطلقا لبث ونشر تعاليم الإسلام السمحة القائمة على الدعوة بالحوار الفكري والمجادلة بالتي هي أحسن..
نجاح إضافي تحقق لمدينة نواكشوط، ولموريتانيا عموما، بفضل جهود واحد من خيرة علمائها الأجلاء؛ ممن تجاوز عطاؤهم وإسهاماتهم حدود البلد وحتى حدود القارة السمراء والحيز الجغرافي للعالم الإسلامي ككل..
فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه؛ رئيس منتدى أبو ظبي للسلم، الذي حرص على أن تحتضن نواكشوط، في خضم الاحتفاء باختيارها عاصمة للثقافة في العام الإسلامي، النسخة الثالثة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم.
ولعل حرص شخصيات قيادية بارزة (رؤساء دول وحكومات إفريقية، علماء ودعاة ومفكرون وخبراء و باحثون من دول شتى؛ عربية وإفريقية وآسيوية، ومن أمريكا وأوروبا..) على الحضور والمشاركة في مؤتمر نواكشوط تحت شعار: "أدخلوا في السلم كافة"، أكبر دليل على الصبغة الكونية لنهج ورؤية الشيخ بن بيه.. الذي أكد في هذا المؤتمر أن "البشرية جمعاء مدعوة للدخول في السلم كافة وعلى العلماء الدعوة إلى ذلك وعدم اليأس، لأن السلم هو مفتاح الحياة وبه تصان الكليات وبدونه لا يمكن تحقيق استقرار ولا تنمية ولا يمكن وجود دين ولا دولة".
رؤية شاملة ومتبصرة، تقاسمها المشاركون في المؤتمر، حيث دعا رئيس جمهورية نيجريا الاتحادية، محمد بخارى، الاتحاد الإفريقي إلى "العمل المشترك تحت مظلة هذه المؤسسة على إحلال السلم ونشره في القارة وإنهاء الأوضاع الصعبة ( القتل، الحروب) التي تعيشها بعض مناطق القارة بسبب نشاطات الجماعات المسلحة فيها".
وفي ذات السياق جاء خطاب رئيس جمهورية غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، بالمناسبة، الذي تلاه نيابة عنه رئيس الوزراء: "إن هذا المؤتمر يعبر عن الإرادة الصادقة لمجابهة العنف المبني على التصورات الخاطئة للدين، مؤكدا أن هذه الجهود يجب أن تكون عملا مشتركا، لخلق وعي اجتماعي لمواجهة هذه الظاهرة".
كما تضمنتها مداخلة رئيس جمهورية رواندا، بول كاغامي، الذي أكد أن "القارة الإفريقية بحاجة لإرادة سياسية تعمل على تنسيق الجهود لمواجهة مختلف التحديات بما فيها الإرهاب، السلام هو العمود الفقري للتنمية و إحلاله يستدعي عملا موحدا على مستوى القارة".
يعتبر الشيخ عبد الله بن بيه، أحد أشهر علماء السنة المعاصرين، وقد تم اختياره من قبل جامعة جورج تاون كواحد من أقوى 50 شخصية إسلامية تأثيرا لعام 2009 و فاز بلقب "أستاذ الجيل" في جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي في دورتها السابعة في البحرين وهو أستاذ جامعي بارز ومتخصص في المذاهب الأربعة، وخاصة المذهب المالكي.
من مؤلفاته:
وضيح أوجه اختلاف الأقوال في مسائل من معاملات الأموال.
حوار عن بعد حول حقوق الإنسان في الإسلام.
خطاب الأمن في الإسلام وثقافة التسامح والوئام.
أمالي الدلالات ومجالي الاختلافات.
سد الذرائع وتطبيقاته في مجال المعاملات.
فتاوى فكرية.
صناعة الفتوى وفقه الأقليات.
مقاصد المعاملات ومراصد الواقعات.
أثر المصلحة في الوقف؟
البرهان؟
الإرهاب، التشخيص والحلول.
دليل المريض لما له عند الله من الأجر العريض .
مع تأسيس منتدى أبو ظبي للسلم بدأت إسهامات الشيخ عبد الله بن بيه تزداد تأثيرا واتساعا عبر العالم، فبات للمنتدى حضوره الفاعل ودوره الرائد في تكريس ثقافة السلم وحوار الحضارات، فبلبغ صيته وتأثيره أقصى أمم العالم من إندونيسا إلى الولايات المتحدة ومن شمال أوروبا إلى أقصى جنوب القارة الإفريقية..
وكان لأمينه العام الدكتور الشيخ المحفوظ بن عبد الله بن بيه حضوره المتميز في مختلف المحافل والمنابر الفكرية العالمية وفي جميع مؤتمرات وندوات وملتقيات المنظمات العالمية بما فيها الأمم المتحدة وهيئاتها المختصة.
أحمدو ولد إسلمو