تجمعت حشود جماهيرية ضخمة منذ ساعات فجر الاربعاء خلال قداس حضره البابا فرنسيس في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ قدرت بنحو مليون شخص، بينهم عشرات التلميذات اللواتي ارتدين ملابس بيضاء ورقصن على طول الطريق التي عبرها البابا.
وأعلنت حكومة الكونغو الديمفراطي اليوم عطلة رسمية، حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من الناس من الحضور؛ إذ أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها البابا هذا البلد الإفريقي الغني بالمعادن النفيسة، و الذي تمزقه الصراعات اامسلحة، منذ نحو 37 عاماً.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن حوالي مليون شخص تجمعوا، هذا الاربعاء، لحضور القداس البابوي في الهواء الطلق في مطار ندولي بالعاثمة.
وتستغرق زيارة البابا فرنسيس للكونغو ستة أيام، وهي ثاني زيارة له إلى أفريقيا، حيث يعد قرابة نصف سكان جمهورية الكونغو الديمقراطية من الكاثوليك.
وشاركت في القداس جوقة مؤلفة من 700 شخص، بدأت بالتدريب قبل وقت طويل من موعد زيارة البابا التي كانت مقررة في يوليو. ولكن كان لا بد من تأجيل زيارة البابا بسبب حالته الصحية.
وفي حديثه خلال القداس، دعا البابا إلى السلام في الكونغو، قائلاً إنه على الأطراف المتصارعة أن تغفر لبعضها البعض، وأن يمنح كل جانب خصومه "عفو القلب العظيم".
وتابع عظته مشيراً إلى فوائد تطهير القلوب من "الغضب، والندم، ومن كل أثر للضغينة والعداء".
ويعتقد أن القداس الذي نظم الأربعاء هو واحد من أكبر القداديس الجماهيرية التي يرأسها البابا، وذلك بعد قداسه في الفليبين عام 2014، بحسب كريستوفر لامب، مراسل مجلة "ذا تابليت" الكاثوليكية، في روما.
وكان البابا قد التقى الثلاثاء رئيس الكونغو فليكس تشيسكيدي، وألقى خطاباً أدان فيه الاستغلال التاريخي لموارد أفريقيا، واصفاً ذلك بأنه "استعمار اقتصادي".
وتطرق في حديثه أيضاً إلى محنة الكونغو، والدور الذي لعبته المعادن في النزاع المسلح المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود، قائلاً: "ارفعوا أيديكم عن جمهورية الكونغو الديمقراطية! ارفعوا أيديكم عن إفريقيا! توقفوا عن خنق إفريقيا، إذ أنها ليست منجماً للسلب، أو أرضاً للنهب".