خلص تقرير جديد للأمم المتحدة إلى أن الفقر هو الدافع الرئيسي لانضمام الأفارقة إلى الجماعات المتطرفة؛ مشيرا إلى أن العامل الأكثر شيوعا الذي يدفع الناس للانضمام إلى الجماعات المتطرفة في إفريقيا جنوب الصحراء ليس الدين، بل الحاجة إلى العمل.
واستطلع التقرير، الذي أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، آراء آلاف الأشخاص في ثماني دول أفريقية، بينها مالي ونيجيريا والصومال.
وقال 17 في المئة فقط ممن شاركوا في الاستطلاع إن الدين هو سبب الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، في حين اعتبر 40 في المئة إن الفقر هو الدافع الأساسي وراء ذلك.
كما أشار التقرير إلى أن التعليم يلعب دورا هاما أيضا، فسنة إضافية من التعليم تقلل بشكل كبير من احتمال انضمام الشخص إلى جماعة متطرفة. وفي عام 2021، كان ما يقرب نصف الوفيات المنسوبة إلى الجماعات الإرهابية يتركز في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وحدها.
وتُلقي هذه النتائج بظلال من الشك على الاعتقاد السائد بأن العقيدة الدينية هي الإغراء الرئيسي للانضمام إلى جماعات مثل بوكو حرام، أو حركة الشباب المتشددة، أو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأجرى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2021 مقابلات مع ما يقرب من 2,200 شخص في ثمانية بلدان مزقتها الجماعات الجهادية أو جماعات العنف الأخرى - بوركينا فاسو والكاميرون وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا والصومال والسودان.
وشمل استطلاع الرأي ما يقرب من 1,200 عضو سابق في جماعات متطرفة، من بينهم ما يقرب من 900 شخص انضموا طوعا، بينما أُجبر الآخرون على الانضمام.
وقال 25 في المئة ممن انضموا طوعا، إن دافعهم الأساسي كان الحصول على عمل مدفوع الأجر، حسبما ذكر تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويمثل هذا زيادة بنسبة 92 في المئة لهذا الدافع، مقارنة بنتائج التقرير السابق حول هذا الأمر في عام 2017.
وقال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أكيم شتاينر، للصحفيين: "في كثير من البلدان، فإن نقص الدخل، وقلة فرص العمل، وصعوبة المعيشة، واليأس، هو ما يدفع الناس بشكل أساسي لاغتنام الفرص المقدمة لهم من أي جهة".
وقال 22 في المئة آخرون إنهم انضموا ليكونوا مع أفراد من العائلة أو أصدقاء، لكن الدوافع الدينية جاءت في المرتبة الثالثة، إذ قال 17 في المئة فقط إنها كانت السبب الرئيسي للانضمام لهذه الجماعات المتطرفة.