السيد رئيس الجمهورية،إننا في نقابة الأطباء البيطريين ننتهز فرصة انعقاد جلسة مجلس الوزراء لهذا الاسبوع في مدينة النعمة بالحوض الشرقي، وما يمثله هذا الحدث من دلالة عميقة تجسد وحدة الوطن وترابطه، ولا يفوتنا هنا إلا أن ننوه بما تمثله ولاية الحوض الشرقي من أهمية لقطاع الثروة الحيوانية فهي بحق تعتبر خزانا رعويا كبيرا زاخرا بالموارد الحيوانية، حيث تمد الوطن باحتياجته من المنتجات ذات الأصل الحيواني.
فولاية الحوض الشرقي لها كل المقومات لتكون بحق قطبا تنمويا كبيرا يعتمد اقتصاده على التربية الحيوانيه وبحكم موقعها الجغرافي وقربها من دول الجوار يهيئها كل ذلك لتلعب دور محطة تبادل تجاري نشط ورافدا اقتصاديا مهما لاقتصاديات شبه المنطقة.
السيد رئيس الجمهورية،
إن خطابكم التاريخي في معرض مدينة تمبدغة 2021، شكل بارقة أمل لنا جميعا، حيث وضع الخطوط العريضة لملامح سياسة رشيدة وطموحة لقطاع طالما عانى من الفشل وسوء التسيير وانعدام الرؤية، تلك الرؤية التي قدمتم ونالت إعجاب الجميع، وكانت توجيهاتكم في هذا الصدد واضحة للنهوض بواقع القطاع وإخراجه من قاع التخلف إلى آفاق النماء والتقدم وهو الشيء الذي للأسف فشلت كل الحكومات المتعاقبة في تحقيقه حتى الآن.
وفي هذا الصدد فإن نقابة الأطباء البيطريين لتثمن عاليا هذه التوجه العام وما واكبه من استحداث لقطاع وزاري يعنى بالثروة الحيوانية واستحداث لمؤسسات هامة تهدف لتحديث آلة الإنتاج والرفع من القيمة المضافة لمنتجات القطاع.
السيد رئيس الجمهورية
يحز في النفس أنه حتى الآن الأمور لا تزال تبارح مكانها دون تقدم يذكر، فالتعثر والتردد سيدا الموقف، ولقد سعينا في النقابة منذ الوهلة الأولى إلى ربط الإتصال بالوزارة الوصية سعيا منا للمشاركة وتقديم الاستشارة الفنية من خلال إشراك الكفاءات الفنية المتخصصة وهو ما لم يتكلل بالنجاح حتى الآن للأسف، ولقد لاحظت النقابة أن حصيلة عمل القطاع حتى الآن هزيلة والأمور تسير من سيء إلى أسوأ، حيث لم يتحقق أي إنجاز على أرض الواقع.
فالوزارة في برجها العاجي والميدان خال من أي عمل جاد وملموس. وعليه فان نقابة الأطباء البيطريين تلفت عنايتكم -من جديد- إلى ما وصل إليه الحال من ترد حيث أن القطاع يعيش فوضى عارمة على كل الصعد، فوضى في مزاولة مهنة الطب البيطري وعجز في البنى التحتية الصحية والإنتاج يتم وفق طرق بدائية لم تشهد أي تحسن ، كما يعاني القطاع من نقص حاد في الكادر البشري وبالخصوص نقص في عدد الأطباء البيطريين سواء في الوظائف الفنية الإدارية أو الميدانية مع كل ما يترتب على ذلك من تدهور للصحة العمومية البيطرية وعدم القدرة على تثمين منتجات هذا القطاع حيث لا بديل عن وجود الطبيب البيطري في مكانه المناسب لأن تغييبه عن مصادر القرار وبعده عن الميدان نجم عنهما فشل كل السياسات القطاعية.
السيد رئيس الجمهورية،إن نقابة الأطباء البيطريين الموريتانيين لتدعوكم يا سيادة الرئيس لتدارك هذه الاختلالات البنيوية ووضع حد لهذا الارتجال في التخطيط والتنفيذ، كما تضع كامل خبراتها تحت تصرفكم للتعاون من أجل الرقي بالقطاع إلى تطلعات منتسبيه ليكون رافعة تنموية حقيقية لبلدنا .ونطالب بلقائكم لإبداء رؤيتنا لنساهم في حلحلة مشاكل القطاع سبيلا للنهوض به.
والله ولي التوفيق.
النقيب : د.محمد ولد المحجوب
نواكشوط 27-2-2023