أبانت الانتخابات المنصرمة في العاصمة الاقتصادية نواذيبو عن قوة شعبية هائلة يمتلكها المرشح لمنصب العمدة أحمد ولد خطري، ما يجعله وفق مراقبين للساحة السياسية المفتاح الوحيد لحزب الإنصاف الحاكم إذا أراد استمالة الناخبين في العاصمة الاقتصادية.
وتؤكد معطيات الواقع أن ولد خطري أثبت قدرة استثنائية على كسب أصوات الناخبين في وقت قياسي، خصوصا بالنظر إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية والتي حصل فيها رئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني على المركز الثالث في المدينة.ومن خلال المقارنات التي نلخصها في الفقرات التالية، نقف بالتفصيل على المعطيات التي أثببت مركزية ولد خطري بوصفه صاحب أكبر شعبية للنظام في نواذيبو:
أولا: لقد رشح الحزب الحاكم أحمد لمنصب عمدة المدينة، قبل إغلاق باب الترشيحات بيومين فقط، ودون أن يكون على أهبة الاستعداد للمنازلة السياسية في مدينة غاب عنها لفترة طويلة، ورغم ذلك فقد نافس إلى قريب من حد انتزاع المنصب، محققا نتيجة لم يتوقعها من كان في الساحة من مراقبي العمل السياسي.
ثانيا: لم يجد أحمد ولد خطري أي حاضنة لحزب الإنصاف تعينه في مدينة نواذيبو، بل إن شئنا قلنا لا وجود لهذا الحزب على الحلبة السياسية في المدينة، حتى أن الزعامات التقليدية لم تستطع إقناع قواعدها بالانتماء الحزبي، ولا حتى المشاركة الانتخابية الظرفية.
ثالثا: لم تكن لدى أحمد الوسائل المادية المعينة على كسب الرهان، إذ لم يقدم الحزب التمويل الكافي للحملة، وكانت إعانته مبلغا زهيدا لم يغط أدنى مستوى من جوانب العمل خلال الحملة.
رابعا: اعتمد الرجل في حملته، على علاقاته الخاصة، ومصادره المادية الذاتية، وخطابه السياسي المستقطب.
خامسا: حقق أحمد انتصارا باهرا رغم عامل مفاجأة قرار الترشيح، وضيق الوقت وشح المصادر، فضلا عن قوة المنافسة.
سادسا: رجوعا إلى النتائج، واستنطاقا للغة الأرقام، فإن ولد خطري حطم الرقم القياسي في المنافسة مقارنة بنتائج المنافسات السابقة على منصب العمدة، بين الحزب الحاكم والمرشح المنافس، لقد حصد المرشح 7464 صوتا، مقابل 8826 للطرف الآخر مقلصا الفارق إلى أقل من: 1400 هذا في وقت كان الفارق في انتخابات البلدية عام 2018 يصل إلى: 1700 أما في انتخابات 2013 فكان الفرق: أكثر من أربعة آلاف، أما في الانتخابات الرئاسية الماضية فقد حل الحزب في الترتيب الثالث على مستوى نواذيبو.
سابعا: فضلا عن وسائل الدعاية التقليدية فقد نال خطاب أحمد ولد خطري، تجاوبا كبيرا خاصة بين فئة الشباب التي تعاطت معه، وعبأ منها ألفين للمشاركة في حملته التحسيسية التي لم تحظ بمصادر مادية كافية.
ثامنا: كما حقق أحمد شعبية كبيرة في ظرف قياسي في مدينة نواذيبو وبوسائل مادية شحيحة، فإن ترشيحه لمنصب العمدة أظهر قبولا وطنيا مميزا لشخصيته، وتبين ذلك من خلال زيارات الدعم من مختلف أنحاء الوطن ومن جميع الشرائح، وكذا رسائل المساندة والمؤازرة التي تواردت عليه تباعا.
ومن خلال المقارنات آنفة الذكر فإن ولد خطري أثبت أنه طريق الإنصاف الوحيد نحو استمالة الناخبين في العاصمة الاقتصادية نواذيبو، وهو ما يستوجب دعمه التام على جميع المستويات للحفاظ على الشعبية التي حقق في هذه الانتخابات وزيادتها وتدعيمها، خصوصا في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية التي باتت على الباب، فلا مفتاح لباب مدينة نواذيبو أمام حزب الإنصاف سوى أحمد ولد خطري الذي أثبت أنه حصن مكين لشعبية نظام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.