في إطار سلسلة تقاريرها الميدانية حول مسار استحقاقات 13 مايو الانتخابية على مستوى مقاطعة مقطع لحجار بولاية لبراكنة، والتي تناول أولها مختلف محطات وملابسات وظروف السباق الانتخابي على مستوى النيابيات والبلديات خاصة في جنوب وغرب المقاطعة؛ تتناول وكالة "موريتانيا اليوم" في هذا التقرير، الثاني من نوعه، أبرز عوامل فوز لوائح الحزب في باقي البلدات والتجمعات السكانية؛ بما في ذلك البلدية المركزية وضواحيها؛ في واحدة من بلديات موريتانيا الأولى من حيث الخزان الانتخابي بما يزيد على 14 ألف ناخب وناخبة مسجلين على قائمة الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي الأخير.
و مع أن اعتماد قيادة الحزب الحاكم ترشيح نفس الشخصيات المنبثقة من خيارات السكان وأجمعت أبرز القوى السياسية المحلية الوازنة على تزكيتها؛ كان ضمن أهم عوامل هذا الفوز الاستثنائي للوائح الحزب، والمتمثل في استحواذه على كامل بلديات المقاطعة الأربع و مقعديها النيابيين؛ فإن لجهود التعبئة والتحسيس والتوجيه التي اضطلع بها الفاعلون السياسيون والأطر والوجهاء، كذلك، دورها المحوري والحاسم في تلك النتائج غير المسبوقة، بشهادة الجميع؛ حيث فازت لائحة "الإنصاف" للبلدية المركزية ـ على سبيل المثال ـ بفارق فاق 1300 صوت، رغم ما واجه حملة الحزب هناك من تحديات وما اتسمت به من شراسة في المنافسة واعتماد الخصوم، من أحزاب سياسية أخرى و من المغاضبين، أساليب واستراتيجيات من قبيل التشكيك في ارتباط حزب "الإنصاف" برئيس الجمهورية تارة، وإبرام تحالفات انتخابية مع أطراف سياسية لا تخفي معارضتها لهذا الأخير، طورا آخر.
و يرى الكثير ممن تحدثوا لفريق وكالة "موريتانيا اليوم" أن لنجاح الحزب الحاكم على مستوى مقاطعة مقطع لحجار وبلديتها المركزية بشكل خاص، عوامل أخرى شكلت دعما قويا لجهود الفاعلين المحليين؛ تمثل في الدعم القوي الذي قدمه الوزير السابق المختار ولد أجاي، الغائب الحاضر ، فضلا عن دور الفاعل السياسي الكبير الاداري الوزير السابق أحمدو ولد الشيخ الحضرمي .
و قد كان للمترشحين على لوائح حزب "الإنصاف" للاستحقاق النيابي والبلدي بمقاطعة مقطع لحجار دورهم المشهود في كسب ثقة الناخبين في كامل البلديات وفي عاصمة المقاطعة، و لهم الفضل في اكتساح الحزب الحاكم كامل تلك الدوائر، وحسمه نتيجة السباق الانتخابي من الجولة الأولى،
كما أن لمجموعة من الوجهاء والأطر والنشطاء السياسيين المحليين في كل من البلدية المركزية و بلديات جونابة و صنكرافة و واد أمور دورهم المحوري والحاسم في إحراز هذا الفوز الكاسح؛ بشهادة غالبية من التقاهم فريق وكالة "موريتانيا اليوم" من مراقبين وناخبين على حد سواء.
أولا : بلدية مكطع لحجار
الوجيه والزعيم التقليدي؛ الشيخ موسى ولد كبد، الذي تحول منزله طيلة أيام الحملة الانتخابية إلى مقر لحملة موازية، و وجهة لجميع المسترشدين حيث استضاف العديد من الوجهاء و الفاعلين السياسيين ، حرص في جميع تلك اللقاءات، على حثهم على التصويت بكثافة للوائح حزب "الإنصاف"؛ مبينا للجميع تبني الحزب لخياراتهم من جهة، وإثبات صدق ووجاهة تلك الاقتراحات الصادرة عنهم عبر تأمين الفوز لمن رشحوهم ، من أجل إضفاء الصبغة الإنصافية المحضة لهذه المقاطعة؛ وتأكيد جاهزيتها لتجديد دعمها الكامل والقوي لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على بعد نحو عام واحد من الانتخابات الرئاسية القادمة.
ومن أبرز من تحدث السكان عن دورهم في نجاح جميع مرشحي حزب "الإنصاف" في دائرة مقطع لحجار المهندس أحمدو ولد أحمد سيدي؛ مستشارخالمدير العام لشركة "موف موريتل" للاتصالات الذي ترجم دوره المشهود إلى نتائج أجمع المتابعون للمشهد الانتخابي المحلي على وصفها بالمبهرة؛ حيث شكل منزله في مدينة مقطع لحجار مركزا يضم خلية نحل تعمل ليل نهار على مدى 14 يوما من حملة انتخابية كانت أبرز ميزاتها العمل بصمت وحزم وفاعلية.
و من هؤلاء، كذلك، الإطار محمد المختار ولد المصطفى؛ المدير الإداري والمالي لوزارة الوظيفة العمومية، الذي لم تشغله السهرات الانتخابية طيلة 14 يوما عن مواصلة الاتصال بالناخبين و لم يفوت أية فرصة على مدى أسبوعين من الحملة الدعائية المكثفة، ويؤكد جل من تم استطلاع آرائهم وتقييمهم أنه كان على تواصل دائم بالقواعد الشعبية ، يدعو الجميع ويحثهم على التصويت لمرشحي حزبه ويشرح لهم الطريقة الصحيحة للتصويت يوم الاقتراع لمن رشحهم الحزب بناء على تزكيتهم.
غير أن أحد أهم عوامل هذا الفوز الاستثنائي لحزب "الإنصاف" في معظم دوائر مقطع لحجار؛ وخاصة على مستوى البلدية المركزية، تمثل في الطابع التكاملي بين مختلف القوى الحزبية المحلية؛ ما تجسد، مثالا لا حصرا، في الدور اللافت والحاسم الذي اضطلعت به جماعة الأمين العام لوزارة الداخلية؛ المهندس والإطار الحزبي البارز محفوظ ولد ابراهيم ولد أحمد؛ وهو ما عكسه حضورها الفاعل ونسبة تصويت ناخبيها في العديد من مكاتب الاقتراع داخل المدينة، وكذا حضورها الفاعل ضمن مختلف الفعاليات والسهرات والمهرجانات التي شهدتها عاصمة المقاطعة طيلة أسبوعين من الحملة، بإشراف مباشر من الإطار إسلمو ولد أبي؛ وكذا التعبئة الدائمة من أجل ضمان التصويت للمرشحين على جميع لوائح حزب "الإنصاف".
ومن مظاهر تلك الميزة التكاملية التي طبعت السباق الانتخابي على مستوى مقطع لحجار، الحضور المكثف والجهد التعبوي الواسع لجماعة الإطار و الفاعل السياسي الكبير الدكتور عبد الرحمن ولد سيدي حمود ، حيث ألقت بكامل ثقلها، وتبنت شعار "رد الجميل للحزب" من خلال تصويت جميع ناخبيها لكافة لوائحه المنبثقة من اقتراح وتزكية السكان.
ومما لاحظه أغلب من تحدثوا لفريق وكالة "موريتانيا اليوم" عن هذا المسار الانتخابي الذي وصفه بعضهم بالاستثنائي، دور الإطار البارز والمكلف بمهمة في وزارة الرقمنة و الابتكار وعصرنة الإدارة؛ أعمر ولد إسلمو؛ من خلال حضوره المشهود في كافة أنشطة الحملة الانتخابية وإسهامه في نجاح لوائح الحزب الحاكم؛ عبر إشرافه المباشر على نقل الناخبين من قواعده الانتخابية المسجلين ممن صادف موعد الاقتراع وجود بعضهم في نواكشوط و أماكن أخرى ضمن مهمات أو زيارات ظرفية، للتصويت في مراكز اقتراعهم الطبيعية بمقطع لحجار.
جهود تعبوية وحضور ميداني لافت كان لمدير المعهد التربوي الوطني الشيخ ولد أحمدو؛دوره المشهود ؛ في تأمين نقل الناخبين في بعض القرى والتجمعات إلى مكاتب الاقتراع التي تبعد، في بعض الحالات، مسافة قد تكون شاقة إلى حد ما بالنسبة لبعض الفئات من المسنين والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة ، خاصة في مثل الظروف المناخية القاسية التي تم فيها الموسم الانتخابي .
وطبقا للعديد من شهادات سكان مقطع لحجار؛ فقد كان للإطار الشاب أحمدو ولد بداها؛ المستشار الإعلامي لوزير الصحة، هو الآخر، دور مشهود في مختلف الأنشطة التعبوية والتحسيسية، وكذا في تاطير وتوجيه الناخبين عبر حثهم التصويت لوائح الحزب والعمل على تقوية وتدعيم وحدة صفوف مناضليه؛ حيث يعتبر واحدا من أبرز نشطائه الشباب ميدانيا وإعلاميا.
و في ذات السياق يندرج دور الإطار والفاعل السياسي؛ السفير عمر ولد محمد بابو مدير قطاع العالم العربي بوزارة الشؤون الخارجية؛ خاصة على مستوى دعم ومواكبة كافة لوائح حزب "الإنصاف" ، من أجل ابراز مكانة مقطع لحجار ، كإحدى أهم قلاع الحزب الحاكم على المستوى الوطني.
لا ينحصر الدور التكاملي الناجع والذي مكن الحزب الحاكم من الاستحواذ، دون منازع، على المشهد الانتخابي في مقطع لحجار، في أدوار الفاعلين السياسيين والأطر والمنتخبين المحليين؛ بل كان لمبادرات وتجمعات محلية أوسع دورها ، هي الأخرى، في هذا النجاح الاستثنائي. تجسد ذلك، مثلا، في نتائج لوائح الحزب في مكاتب الاقتراع التابعة لعدد من القرى و التجمعات السكانية؛ مثل أجوت ولكراع و قرية التاشوط التي كانت صمام أمان البلدية من الناحية الشرقية و الجزيرة و دار السلامه و لكليبات و الصفاء؛ حيث كانت النتائج في تلك المكاتب كبيرة و معبرة عن مدى ارتباط ممثلي هذه القرى و ساكنتها بشكل عام بخيارات حزب الانصاف الذراع السياسي لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
وتكتمل لوحة هذا المشهد الانتخابي المتميز، بكل المقاييس، عند الأسلوب المتميز والطريقة الناجعة التي تمت بها إدارة حملة حزب "الإنصاف" في هذه البلدية ذات الموروث السياسي العريق، حيث كان من أبرز الأسماء تداولا على ألسنة المراقبين الميدانيين ممن تابعوا مسار استحقاقات 13 مايو الانتخابية، من بداية الحملة حتى فرز نتائج الاقتراع، المهندس حبيب الله ولد محمد لحمد؛ المكلف بمهمة في وزارة الشؤون الاقتصادية، الذي أدار حملة الحزب في بلدية مقطع لحجار بكفاءة عالية، وانفتاح على الجميع، بشهادة وإشادة كامل القوى الحزبية المحلية.
يتواصل ....