أزمة متعددة الأوجه / محمد محفوظ المختار

جمعة, 2015-02-20 12:59

واضح أننا نعيش في أيامنا هذه واقعا مؤلما يكشف مدى الاستغلال الذي يواجه الطامعون في الإنصاف الطامحون إلى لقمة عيش كريمة،  حيث  برزت مشاكل عويصة عن الفهم إلى سطح الساحة الإعلامية هذه الأيام. فمن إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" في مدينة ازويرات، 

 إلى بيان نقابة الصحفيين الموريتانيين الذي صدر أمس مستنكرا استغلال الصحفيين وعدم إعطاءهم أدنى حقوقهم متمثلا في عقد عمل موثق أو راتب منتظم. إلى استقالة الزميل الصحفي الشاب محمد ولد الحافظ مساء أمس أثناء إدارته لحلقة من برنامج استديو الوطنية و التي كشفت عن حالة من اليأس لدى الشباب  في الحقل الصحفي تولدت من الاستغلال البشع لطاقاتهم.إن الأرقام المعلنة التي تؤكد حجم المداخيل الكبيرة للشركة الوطنية للصناعة والمناجم يجب أن تفتح الشهية على إعطاء هؤلاء العمال حقوقهم كاملة غير منقوصة.  ذلك أن هذه المداخيل ما كانت لتكون بتلك الكمية الضخمة لولا جهود وطاقات هؤلاء العمال البسطاء .. لذلك لا بأس من الحوار معهم ومعرفة مطالبهم جبرا لخواطرهم وكسرا لحالات العناد التي لا شك ستولد من الظلم وتبعاته ما كان الجميع في غنى عنه.كذلك الإعلان عن توزيع الدعم الممنوح لقطاع الصحافة الحرة كان بدوره بجهود هؤلاء الشباب وثمرة من ثمرات تضحياتهم الجسيمة والكبيرة. 

لذلك لا يجب أن يبخسوا حقهم منه، بل يجب أن يكون بوابة ينال من خلالها الشباب الصحفيين حقوقهم وهو أمر لا شك أنه لم يحدث على الليلة البارحة بدليل تلك القنبلة التي فجرها الزميل محمد الحافظ.لا يخفى على الجميع أن هاتين الحالتين في قطاع الصناعة والصحافة "الحرة" منها والرسمي تمثلان نموذجا يمكن القياس عليه للإستنتاج أن البلد على كف عفريت نتيجة حالة لا متناهية من الظلم تعشش في كل ركن من أركانه ..

فلا شهادة تسمن ولا كفاءة تغني من جوع. وبالتالي يبقى الوطن في مهب ريح صرصر عاتية توشك أن تقتلع الجميع فلا يبقى سواء الظلمة وسدنتهم أو الدائرين في فلكهم.إن هذه المشاكل تأتي نتيجة انعدام المسؤولية أو منطقها لدى الجهات المشغلة سواءا كانت حكومية أو خاصة. وغياب العدل وروحه في التعامل مع المظلومين المطحونين بغية رفع الظلم عنهم والتقليل من معاناتهم..  بل على العكس يحضر الاستغلال في أبهى حلله يتربع على قائمة أولويات الطبقة المشغلة تحت أعين السلطات المعنية.  وبالتالي فإن هذه الظلم يتفاقم والغبن يتعاظم حتى ولو كان الثمن هو قتل روح الطموح لدى الشباب الذين هم عماد التنمية وقوام البناء في أي مجتمع.الوطن في خطر .. وعن عنه غافلون