أعرب المجلس السويدي للإفتاء عن استنكاره لقيام من وصفه بأنه "متطرف حاقد" بحرق نسخة من المصحف الشريف، يوم عيد الأضحى المبارك؛ الذي "هو أفضل أيام العام وأكثرها تعظيما لدى ما يربو على مليار ونصف مليار مسلم في العالم".
وأضاف المجلس، في بيان له، أن من ضمن هذا المليار ونصف المليار سويديون؛ مبرزا أن “الادّعاء بأن ما قام به هذا الخبيث يأتي تحت حرية الرأي أمرًا غير مقبول، فهذا الفعل الشنيع ليس رأيًا يمكن نقاشه أو تفهمه”، مؤكدا أن “تكرار الاعتداءات على أماكن عبادتنا وكتابنا المقدّس وأمام مساجدنا، لا يمكن تفسيره إلا استغلالا من المتطرفين والمتصيّدين بالماء العكر، لفراغ في القوانين التي طالما نادت منظمات ودول وأصحاب خبرات تضمينها ما يشمل المسلمين ورموزهم الدينية من مواد، أسوة بغيرهم من المجموعات التي حماها القانون ويعاقب من يتعرّض لها”.
وطالب البيان السلطات السويدية بضرورة “محاسبة (سلوان موميكا) على ما تسبّب به للسويد من مصائب؛ ليس أقلها السمعة السيئة في العالم، والامتعاض والمقت، ثم إضافة لإيذاء مشاعر المسلمين بالاعتداء على المصحف الشريف، قام بالتعرض للمسلمين ولمعتقداتهم بالسب والقدح، وهذا يدخل في كراهية فئة من المجتمع”، مشيرا إلى أن “سيء الذكر بريء منه العراق الطيب”.
وحث المجلس “البرلمان السويدي والأحزاب الفاعلة ومنظمات المجتمع المدني أن ترفع صوتها عاليا لأن ما يجري أوصلنا إلى هذا الوضع المزري، سواء في الاقتصاد أو السمعة التي طالت البلد، لتصبح من بلد يفاخر بها إلى بلد تسمح وترخص وتحرس من يهين معتقدات جزء أصيل من مواطنيها، وبات وضعنا غير مريح في توضيح أو تفسير سبب مثل هذه الممارسات المتكرّرة للصحافة والأصدقاء، خارج وداخل البلد”؛ لافتا إلى أن “إعطاء السلطات التصريح بهذا الفعل الشنيع جاء وفق تقييم خاطئ للوضع والحال، حيث اختيار المكان خارج المسجد الكبير بستوكهولم، وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك، وفي وقت فرحة المسلمين في العالم”. وأبدى أسفه “بدل من مشاركة الحكومة المسلمين فرحتهم وتهنئتهم كمواطنين صالحين يدفعون بعجلة الاقتصاد للأمام بعملهم ودفعهم للضرائب، ومدّ المجتمع بالذرية والشباب، قامت بعكس ما تقتضيه الحكمة والمسؤولية”.
وذكّر البيان السلطات السويدية بأن “ما حدث في السابق، من أعمال عنف وخلل أمني ومجتمعي، يدل على أن لدى الجهات الأمنية الصلاحية لرفض إعطاء التصريح وفقا لقانون حفظ النظام الذي يسمح بعدم إعطاء التصاريح للتجمعات التي تؤدي لخلل ومشاكل، خاصة مثل هذه التصرفات المسيئة التي ينتج عنها ردّات فعل تستند إلى مال يصعب استحضاره من أحداث سابقة، وقصص من التاريخ القريب والبعيد”.
ووجه المجلس السويدي للإفتاء رسالة للمسلمين في السويد تقول: “إن الله حافظ كتابه، حيث قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، كما أن الظلم لهم في بلد صاحب ومؤسسات إرث عريق لا يدوم”؛ محذرا من “دخول السويد في مواجهة مع العالم الإسلامي”، مشدّدا على احترام خصوصية المسلمين، وداعيا إلى “طمأنة المواطنين من شتى المنابت والأصول على ما يعتقدون، وأن تحترم خصوصياتهم”.