أعربت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة لدى موريتانيا؛ سينثيا كيرشت، عن إشادتها بالتقدم الذي أحرزته موريتانيا في مجال حقوق الإنسان، وخاصة تحسين وضع الاتجار بالبشر من خلال محاكمة الجناة ومساعدة الضحايا.
وهنأت الدبلوماسية الأمريكية موريتانيا على اختيارها كدولة مؤهلة لبرنامج عتبة مؤسسة تحدي الألفية الذي يشكل دفعة كبيرة لجهود الإصلاح التي يمكن أن تتيح الفرص الاقتصادية والتنموية لعقود قادمة.
وأكدت السفيرة كريشت، في خطاب القته خلال حفل نظمته السفارة الأمريكية الليلة البارحة بمناسبة الذكرى الـ 247 لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية؛ حضره وزراء الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج محمد سالم ولد مرزوك، والدفاع الوطني حننا ولد سيدي، والاقتصاد والتنمية المستدامة، عبد السلام ولد محمد صالح، أن الشراكة الاقتصادية بين البلدين مستمرة، كما سيتم العمل على زيادة الشراكة في مجال التجارة والاستثمار، منوهة بدور مجلس الأعمال الأمريكي الموريتاني في تعزيز هذا التعاون، ومثمنة الدور القيادي لموريتانيا في مكافحة التطرف العنيف.
حضر الحفل، كذلك، محمد الأمين ولد سلمان؛ مستشار برئاسة الجمهورية، العالية بنت يحيى ولد منكوس؛ السفيرة الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، محمد الحنشي الكتاب؛ السفير المدير العام لمديرية التعاون الثنائي، محمد الأمين ولد الشمرة؛ السفير مدير الأمريكتين بالمديرية العامة للتعاون الثنائي، محمد ولد باب اعل محمود؛ السفير مدير التشريفات بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، وممثلون عن السلك الدبلوماسي والمجتمع المدني وعدد من المدعوين.
نص خطاب السفيرة سينثيا كيرشت بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي:
السادة الوزراء وأعضاء وفد الحكومة،
زملائي أعضاء السلك الدبلوماسي،
أصدقائي من مجتمع الأعمال والمجتمع المدني والحكومة،
السيدات والسادة الضيوف الكرام،
مساء الخير. يشرفني أن أرحب بكم، نيابة عن الرئيس جو بايدن وزملائي في السفارة الأمريكية، في هذا الاحتفال بالذكرى 247 لاستقلال الولايات المتحدة الامريكية.
ان الرابع من يوليو هو أهم أيام العطل الأمريكية. فهو يصادف اليوم الذي تم فيه اعتماد إعلان استقلالنا عام 1776، مما جعل الولايات المتحدة دولة موحدة وحرة ومستقلة. ويحتفل الأمريكيون حتى يومنا هذا بهذه المناسبة من خلال المسيرات والحفلات الموسيقية والألعاب النارية والتجمعات العائلية، مثلما نفعل معًا هنا الليلة.
ولكن مثل كل يوم وطني، خلف كل احتفال، هناك قدر كبير من المعنى والأهمية التاريخية التي نريد أن نتذكرها ونحترمها.
وهذا المساء، نجتمع كأمريكيين وموريتانيين، أصدقاء وشركاء، نعمل معًا من أجل أهدافنا المشتركة. ففي الولايات المتحدة، كما هو الحال هنا في موريتانيا، يحتفل الناس بمبادئ الديمقراطية والحرية. ونحتفل، كما أشار الرئيس لينكولن ببلاغة بخصوص الدمقراطية التي عرفها انها: ” الحكم للشعب ومن أجل الشعب”
وكما نعلم جميعًا، فان الديمقراطية فوضوية في بعض الأحيان وبعيدة عن الكمال. ولكن في النهاية، فهي الشكل الوحيد للحكم الذي يضمن سماع جميع الأصوات والعمل معًا من أجل الجميع وليس للمصالح الضيقة للقلة.
ونحن نعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا الموريتانيين من أجل الخير للجميع. ويسعدني التأكيد أننا شهدنا العديد من الإنجازات والتقدم في علاقتنا خلال العام الماضي لتحقيق ذلك الهدف.
أولا وقبل كل شيء، أود أن أهنئ الحكومة الموريتانية والمجتمع المدني على التقدم المحرز لتحسين وضع الاتجار بالبشر من خلال محاكمة الجناة ومساعدة الضحايا خلال العام الماضي. أحيي هذه الجهود وأحث الحكومة والمجتمع المدني على مواصلة العمل معًا لإنهاء الاتجار بالبشر والعبودية الوراثية بشكل نهائي.
لقد عملت موريتانيا لأكثر من عقد من الزمان، كمضيف سخي لـ 90،000 لاجئ مالي ممن فروا من ديارهم بحثًا عن الاستقرار. لقد ساهمت الولايات المتحدة بملايين الدولارات كمساعدات، لكن موريتانيا قدمت هذا الملجأ الترحيبي، والذي يشعر المجتمع الدولي بالامتنان.
لقد اتخذت موريتانيا موقفًا قويًا لدعم النظام الدولي القائم على العدل وفي هذا السياق نتقدم بالشكر للحكومة على إجراءاتكم وتصويتكم في الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بدعم المجتمع الدولي لأوكرانيا. ان موريتانيا والولايات المتحدة ودول أخرى عديدة متحدين في دعوتهم لروسيا لإنهاء حربها غير المقبولة والظالمة على أكرانيا.
ان شراكتنا الاقتصادية تتعزز باستمرار. ونود أن نتقدم بتهنئة خاصة لموريتانيا على اختيارها كدولة مؤهلة لبرنامج عتبة مؤسسة تحدي الألفية – الذي يشكل دفعة كبيرة لجهود الإصلاح التي يمكن أن تطلق العنان للفرص الاقتصادية والتنموية لعقود قادمة.
وفي الوقت نفسه، سنواصل العمل على زيادة التجارة والاستثمار بين بلدينا، وأود التنويه أننا لا نقوم بهذه الجهود بمفردنا. شكراً لمجلس الأعمال الأمريكي الموريتاني على تعاونهم.
ولا يزال تعاوننا الأمني قويًا. نرحب على وجه الخصوص، بدور موريتانيا القيادي في مكافحة التطرف العنيف وعلى تعزيز شراكتنا العسكرية. ففي الأشهر الأخيرة، أجرت القوات الخاصة الأمريكية والموريتانية تدريبات مهمة وعمل خفر السواحل الأمريكي مع خفر السواحل الموريتاني لمواجهة الصيد غير القانوني.
وتواصل فرق المساعدة في مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة التدريب مع قوات الدرك على الاستجابة للأزمات وأنشطة إنفاذ القانون الأخرى لحمايتنا جميعًا بشكل أفضل.
تركز بعض برامجي المفضلة على جانب الأشخاص في علاقتنا الثنائية. ان التزامنا المشترك تجاه الشباب والتنمية الاقتصادية يمثل أولوية بالنسبة لنا. وفي هذا السياق يواصل برامج تمكين ونافوري التابعين للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تدريب مئات الشباب على المشاركة الفعالة في مجتمعاتهم وخلق الفرص الاقتصادية.
وتواصل السفارة، بالإضافة إلى ذلك، تزويد الطلاب الموريتانيين المتحمسين والمهنيين الشباب بفرص للتدريب والدراسة في الولايات المتحدة من خلال مجموعة متنوعة من البرامج قصيرة وطويلة الأجل. وهذه البرامج مهمة بالنسبة لي بسبب استثمارها في مستقبل موريتانيا. حيث يشمل خريجيها أئمة وعمد وولاة وأساتذة ورجال أعمال ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.
لقد كان أحد أبرز الأحداث بالنسبة لي في العام الماضي هو لقاء لاعبات كرة القدم اللاتي شاركن في برنامج للتبادل لمدة ثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة. الكثير منهن حاضر هنا معنا الليلة حيث عادوا الى موريتانيا وهن يتحدثن الإنجليزية ويتحلين بالثقة لممارسة الرياضة التي يحبونها. إنهم يعلمون أن السفارة الأمريكية تدعم النساء والفتيات ليحققن أحلامهن ويصبحن رياضيات، أو طبيبات، أو وزيرات، أو أساتذة أو أي مهنة يطمحون إليها. أرجو أن تنضموا إلي لتحية هؤلاء الشابات لمساهمتهن الرائعة لبلدهن حيث أنهن مثلن بفخر موريتانيا في الولايات المتحدة.
ومن الأحداث البارزة الأخرى في العام الماضي المشاركة القوية للحكومة الموريتانية في قمة القادة الأمريكية الإفريقية في ديسمبر والتقدم الذي تم إحرازه خلال الأشهر الستة الماضية في تنفيذ المبادرات التي انبثقت عن القمة. وكما قال الرئيس بايدن، نحن جميعًا ملتزمون تمامًا تجاه إفريقيا، على الصعيدين التجاري والاقتصادي بما في ذلك تسريع التزامنا بتعزيز التجارة والاستثمار والتأكيد على دور الشباب الأفريقي وتعزيز مرونة إفريقيا في مواجهة آثار تغير المناخ.
وكدليل على التقدم الذي أحرزته موريتانيا مؤخرًا، تمت دعوتها أيضًا – ولأول مرة – إلى قمة الديمقراطية التي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية حيث أوضحت الولايات المتحدة وموريتانيا و 120 دولة أخرى للعالم كيف نعمل معًا لتقديم الخدمات للمواطنين والتنظيم لمواجهة التحديات العالمية الأكثر إلحاحًا.
أن الولايات المتحدة تعمل أولاً وقبل كل شيء بالشراكة مع موريتانيا. أود أن أتقدم الليلة بالشكر لشركائنا الموريتانيين -في الحكومة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والقطاع الخاص والمواطنين العاديين – على حماسهم وجهودهم في العمل معًا كل يوم لتحقيق أهدافنا المشتركة ومواجهة التحديات العالمية.
وأخيرا أود أتقدم بالشكر لكل من حضر الليلة وساهم في إنجاح هذا الحفل. شكر خاص للفرقة الموسيقية الموهوبة القادمة من واشنطن “برن ذبل” لإمتاعنا الليلة. والشكر موصول الى رعاة هذا الحفل وأخص بالذكر كوسموس ومجلس الأعمال الأمريكي الموريتاني و سوبوما. شكرًا أيضًا لموظفي السفارة الذين عملوا لأشهر على إنجاح هذا الحفل، وأخص هنا هايدي سييرا وكيفين فيتزباتريك وجوشوا باركر وسارة بنشيبا وأقسام والعلاقات والخدمات العامة وفرق الأمن. رجاءا صفقوا لهم.
وفي الختام معالي الوزير/الوزيرة أشكركم والوفد المرافق لكم على حضوركم للاحتفال بالديمقراطية معنا في يومنا الوطني. أشكركم على الصداقة العظيمة بين بلدينا وأشيد برؤيتنا المشتركة ومستقبلنا المشرق.
شكرا لكم.