انطلقت، اليوم (الإثنين) في نواكشوط أعمال ملتقى تفكيري حول الخطة التجريبية لإد خال اللغات الوطنية ضمن النظام التعليمي؛ تنظمه وزارة التهذيب الوطني واصلاح النظام التعليمي بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).
ولدى افتتاحه اشغال الملتقى، أكد وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي المختار ولد داهي على أهمية هذا اللقاء الذي يناقش المحاور الأساسية التي تهم القطاع والمتمثل في تطوير وترقية تدريس اللغات الوطنية.
وقال إن الوزارة اطلقت مشاورات موسعة مع جميع الشركاء والفاعلين في الحقل التربوي، و توج التشاور الشامل بإصدار قانون توجيهي، سد كل الاختلالات التي عرفتها الإصلاحات السابقة، وتحددت بذلك معالم المدرسة الجمهورية التي يريدها الموريتانيون لأبنائهم لكونها تقدم تعليما نوعيا ومعارف وانضباطات تؤكد على قيم الاسلام السمح، وتوثق عرى اللحمة والسلم الاجتماعيين من خلال تعزز التعايش واحترام الاختلاف، بل واعباره عامل ثراء وتنوع مفيد. وذكر في هذا الصدد بأن القانون التوجيهي منح أهمية بالغة لتدريس لغاتنا الوطنية، قصد تمكين أطفالنا، في بداية تمد رسهم من التعلم بلغتهم الأم، وضمانا لتحصيل المعارف على نحو أفضل تفاديا لتعريضهم لصعوبة مزدوجة،صعوبة تعلم اللغة، وصعوبة استيعاب المحتوى المعرفي، مشيرا إلى أن معهد تطوير وتعليم اللغات الوطنية، أنشئ ليقود عملية تجريب هذه اللغات، ولوضع استراتيجية إدراج تعليمها داخل النظام التربوي الوطني.
ودعا ولد داهي إلى إشراك أصحاب التجارب الناجحة في هذا المجال والذين لديهم باعا واىسعا في المجال التربوي للاستفادة من خبراتهم؛ مؤكدا أن قطاعه "لن يدخر أي جهد في سبيل توسيع وترقية تعليم لغاتنا الوطنية، سبيلا إلى تعزيز وحدتنا الوطنية وتمكينا لأجيالنا من التواصل بلغات تنسج روابط الأخوة والتفاهم وشكر كافة الفاعلين، وأولياء أمور التلاميذ، والمجتمع المدني، طالبا منهم الاضطلاع بمهامهم لإنجاح هذا الإصلاح الذي يدخل تنفيذه السنة الثانية في مستهل السنة الدراسية المقبلة كما تقدم بجزيل الشكر إلى منظمة اليونسكو وبقية الشركاء"؛ وفق تعبيره.
المدير العام لمعهد ترقية وتعليم اللغات الوطنية، امبوستا جاغانا، ثمن إشراف وزير التهذيب الوطني على افتتاح هذه الورشة وعناية القطاع بها وحرصه على ذلك رغم مشاغله؛ مبرزا أن "هذا الاهتمام يعد تجسيدا للعناية التي وليها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لترقية وتطوير اللغات الوطنية بوصفها من اهم فصول برنامجه الانتخابي الذي نال ثقة الشعب الموريتاني".
ونوه بفكرة إنشاء المدرسة الجمهورية التي قال إنها "وفرت تعليما موحدا ومنصفا ومتعدد اللغات يعزز الجذور الثقافية والوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي والانفتاح على الثقافات الأخرى والحضارات العالمية وشملت خدماتها كافة مكونات المجتمع دون تمييز من خلال الزي الموحد والفصل الموحد مماساهم في نجاح تجربتها في سنتها الأولى".
أما رئيس وحدة اليونسكو في نواكشوط، الحاجي ميسي جوب، فأوضح ان اختيار تدريس اللغات الوطنية وإنشاء معهدا خاصا بها، يعد دعما للا صلاح التربوي الذي انتهجته الدولة في السنوات الأخيرة.
وقال إن الدولة الموريتانية اعتمدت في سبتمبر 2022 ، قانون التوجيه التعليمي الذي يحدد المبادئ التوجيهية لمدرسة جمهورية على أساس القيم الوطنية مؤكدا أن موريتانيا لديها خبرة طويلة في هذا الموضوع وأن هذه التجربة ستعززها الدروس المستفادة من تجارب البلدان الأخرى.