في إطار سعيها لتفعيل مقاربة الدبلوماسية الدينية؛ أعلنت هيئة "حلف الفضول الجديد"، عن تشكيل فريق للوساطات والمصالحات يتولى مهام التفاعل الحيوي مع الأحداث التي يمكن للدبلوماسية الدينية أن تسهم في حلها من خلال الاضطلاع بدور إيجابي.
الإعلان عن تشكيل فريق للوساطة والمصالحة تم خلال الاجتماع الذي عقدته الهيئة في الرباط؛ عاصمة المملكة المغربية، يومي 3 و4 أغسطس؛ بدعوة من فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، حيث تدارس المشاركون في الاجتماع عدداً من القضايا المتعلقة بجهود تعزيز السلم والتعايش حول العالم، ومن ضمنها تكوين فريق للمصالحات والوساطات، وكذلك الدعوة إلى احترام المقدسات والرموز الدينية.
وأوضح الشيخ عبدالله بن بيّه أن من المهم النظر في ابتكار آلية تسمح للقيادات الدينية بالتدخل الإيجابي لمحاولة الاسهام في إيجاد حلول للنزاعات حول العالم، منطلقة من الأمر الإلهي: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير)، وبروح الإطفائي الذي يسعى إلى إطفاء الحريق قبل السؤال عمن أشعله أو الحكم عليه أو وصفه أو وصمه بأي جرم، مركزاً أولا على إطفاء الحريق وإيقاف القتل والقتال قبل الحكم على الأعمال والأفعال.
ويأتي هذا الاهتمام تجسيدا لمبادئ حلف الفضول الجديد الموقع في العام 2019 في أبوظبي، والذي دعا ميثاقه إلى ضرورة انخراط رجال الدين في نشر السكينة وتعزيز السلم ووقف الصراعات ودعم روح الوئام والإخاء بين البلدان والشعوب والثقافات.
وبيّن فصيلة الشيخ أنه يمكن من خلال جهود حلف الفضول، وبالتعاون مع غيره من الشركاء، أن يصل للناس صوت الحياة وصوت الحكمة للإسهام في منع انزلاق بني البشر إلى أتون الحرب والفناء.
وفي هذا السياق أشاد المجتمعون بقرار مجلس الأمن رقم 2686 الصادر في يونيو من هذه السنة بمبادرة من دولة الامارات العربية المتحدة، والذي شدد على المساهمة الإيجابية للمبادرات الرامية إلى تعزيز التسامح، ورحب بالجهود التي تبذلها القيادات الدينية لتعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان.
وكان الحلف قد أعلن مطلع العام الجاري عن إنشاء هيئته وافتتاح مكتبه في العاصمة الأمريكية واشنطن، ليكون منصة تسهم في تفعيل ميثاق حلف الفضول والانتقال به من حيز التنظير إلى واقع التجسيد من خلال أنشطتها المتنوعة وبرامجها الخلاّقة.