قال المستشار الثقافي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى موريتانيا؛ السيد بتر غالس، إن تحسن تصنيف موريتانيا في تقرير الخارجية الأمريكية حول الاتجار بالأشخاص "خطوة إيجابية ونتيجة للعمل الجاد الذي قامت به الحكومة والمجتمع المدني في موريتانيا".
وأعرب عن ارتياح واعتزاز السفيرة كريشت وجميع طاقم السفارة بهذه الجهود؛ مبرزا، في مقابلة حصرية مع منصة "موريتانيا اليوم"؛ هي الأولى من نوعها منذ تعيينه مؤخرا في منصبه الدبلوماسي الجديد، أن "موريتانيا تلعب دورًا دبلوماسيًا استراتيجيًا في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، يجعلها حليفًا قويًا للولايات المتحدة".
واضاف الدبلوماسي الامريكي ان "الموقع الجغرافي للبلاد، كجسر بين شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، يجعلها لاعبًا رئيسيًا في الاستقرار والأمن الإقليميين".
نص المقابلة:
سؤال 1: كيف وجدتم موريتانيا لدى توليكم وظيفتكم الدبلوماسية الجديدة؟
جواب : شكراً جزيلاً.
يشرفني أن أجري مقابلتي الأولى في موريتانيا مع منصتكم المحترمة. فريقي يتحدث بشدة عن احترافكم. فيما يتعلق بسؤالكم، منذ أن بدأت عملي الدبلوماسي الجديد هنا، أعجبت بشدة بموريتانيا.
لقد ترك تنوع البلاد وثقافتها الغنية وكرم ضيافتها الأسطورية انطباعًا دائمًا في نفسي.
انها تجربة مفيدة حتى الآن، وأنا أتطلع إلى تعزيز علاقاتنا الثقافية بشكل أكبر.
سؤال 2: ما تقييكم لمستوى التعاون الثقافي بين البلدين وهل من برامج مستقبلية لتعزيزه وتطويره؟
جواب : ان مستوى التعاون الثقافي بين الولايات المتحدة وموريتانيا كبير ومتنامي. لقد قمنا باستثمارات كبيرة في الشباب الموريتاني من خلال برامج ومبادرات مختلفة.
فمنذ عام 2005، ظهرت برامج مثل يالي (وهي زمالة أكاديمية في الولايات المتحدة للقادة الأفارقة الشباب) و برنامج اكسس (والذي يقوم بتدريس اللغة الإنجليزية للشباب الموريتانيين لمدة عامين)، و برنامج الزائر الدولي (الذي يرسل الموريتانيين إلى الولايات المتحدة في رحلة دراسية قصيرة) و برنامج القيادة الشبابية لأفريقيا وبرنامج وان بيت (الذي يجلب الموسيقيين الأجانب إلى الولايات المتحدة) و برنامج همفري (وهو برنامج تطوير مهني).
و برامج أخرى استفاد منها أكثر من 2000 موريتاني يشمل خريجوها أئمة وعمد واساتذة ورجال اعمال و ناشطين في مجال حقوق الإنسان.
ويسعدني أن أعلن عن إعادة برنامج مبعوث الفن هذا العام، الذي يحضر فنانين وموسيقيين ورسامين أمريكيين إلى موريتانيا لتعزيز التفاهم بين الثقافات. وهذا خير دليل على التزامنا بتعزيز التعاون الثقافي والتنمية بين البلدين.
سؤال 3: أصدرت الخارجية الأمريكية مؤخرا تقريرا حول واقع حقوق الإنسان في موريتانيا أشادت فيه بالتقدم الكبير الذي أحرزته موريتانيا في ظل النظام الحالي في هذا المجال؛ ما انعكاس ذلك على التعاون الثنائي بين نواكشوط وواشنطن؟
جواب : كما ذكرت السفيرة كيرشت في خطابها بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي يوم 4 يوليو الماضي فإن تحسن ترتيب البلاد في تقرير الاتجار بالأشخاص يعد خطوة إيجابية ونتيجة للعمل الجاد الذي قامت به الحكومة الموريتانية والمجتمع المدني.
تشيد السفيرة وجميعنا في السفارة بهذه الجهود ونحث الحكومة والمجتمع المدني على مواصلة العمل معًا لإنهاء الاتجار بالأشخاص والعبودية الوراثية إلى الأبد.
ومن المؤكد أن تحسن تصنيف البلاد في تقرير الاتجار بالبشر قد يفتح الفرص أمام موريتانيا لتصبح مؤهلة للحصول على أشكال مختلفة من التمويل والمساعدة من الحكومة الأمريكية.
سؤال 4: ما تقييمكم لدور موريتانيا الدبلوماسي في منطقة الساحل وشمال إفريقيا؟
جواب : تلعب موريتانيا دورًا دبلوماسيًا استراتيجيًا في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، مما يجعلها حليفًا قويًا للولايات المتحدة. ان موقعها الجغرافي كجسر بين شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى يجعلها لاعبًا رئيسيًا في الاستقرار والأمن الإقليميين.
إن الدور الذي تلعبه موريتانيا، لا سيما في منطقة الساحل يستحق الثناء وذلك باستضافتها للمقر الدائم للأمانة التنفيذية لمجموعة الخمس وباعتبارها الرئيس الحالي للمجموعة. لقد شكلت موريتانيا قدوة للآخرين في المنطقة.
إن استضافة عشرات الآلاف من اللاجئين الماليين ليست مجرد لفتة إنسانية فحسب ولكنها أيضا شهادة على التزام موريتانيا بالاستقرار والأمن الإقليميين.
سؤال 5: صادف تعيينكم في موريتانيا اختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، وكذا مكانا لعقد القمة الاقتصادية والتنموية العربية هذا العام.. ما تعليقكم على ذلك؟
جواب : إن اختيار موريتانيا كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي هذا العام واستضافتها للقمة العربية الاقتصادية والتنموية في نوفمبر المقبل يسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للبلاد على الساحة العالمية.
وتسلط هذه الأحداث الضوء على التراث الثقافي الغني لموريتانيا والتزامها بتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين الدول العربية والإسلامية.
قبل الختام، أود أن أعرب عن امتناني لنشر موقعكم المحترم الاسبوع الماضي لمقال السفيرة كيرشت حول احتضان الحلم الأمريكي من خلال المسارات القانونية. فنحن في خضم حملة إعلامية تهدف إلى رفع مستوى الوعي لتبديد الخرافات والمفاهيم الخاطئة المحيطة بالهجرة.
ندعو قراءكم الكرام لمتابعة منصاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد عن هذه الحملة.