في كل مرة يخرج صوت ولو همسا منبها على الظلم الواقع على المجموعات المظلومة في هذ البلاد ينبري وعاظ يحذرون من الفتنة ومن تهديد الوحدة، وهذا وعظ جيد حتى لو كانت المسافة التي تفصله عن القلوب بادية وجلية بدو وظهور تلك التي تربطه بالجيوب
ولأنه وعظ جيد يستحق منا تدقيقا لمصدر إثارة الفتنة التي يجزم هؤلاء الخبراء أنها نائمة، الفتنة أيها السادة لاتعني مكاسبكم ومصالحكم ومكانتكم التي تنام على حساب قطاع واسع من سكان هذا البلاد من كل مجموعاته وأعراقهم وفئاته، الفتنة تعني الظلم والغبن والجور والاحتقار والتهميش وهي مستيقظة محملقة مكفهرة، تفعل فعلاتها في أدوابة ولكصور والفر كان، الفتنة مستيقظة محملقة مكفهرة في عقول وأجسام شريحة عانت وتعاني الاستعباد والتهميش والاحتقارالفتنة مستيقظة محملقة مكفهرة في نفوس ومشاعر مئات الأسر قتل أبناءها على أساس لون البشرة ولغة اللسان وبعد ربع قرن يخرج شيخ في هرم السلطة يكيل المديح للفاعل وتخرس ألسنة الوعاظ لأن الطريق للطين والجيب كان أسرع وأكثر مردودية.
الطريق لإخماد الفتنة ليس متعرجا كطرق ثمار وعظكم المكفهر، ولا متقعرا كطرق معبوديكم، ولا تائها تيه مشاعركم الانسانية، انه طريق لاحب محجة سالكة تبدأ بالجهر بإنكار الظلم وتستمر نصرة ووقوفا مع المظلوم حتى يستعيد حقه، وتقترب من نهايتها الآمنة يوم ينخرط المؤمنون بالعدل في ميثاق شرف ان لايظلم في هذه البلاد أحد.