بعد أشهر معدودات من آخر طلقات الحرب العالمية الثانية، كانت عصا الاستعمار تهش على قوة القارة الضاربة لتحرير قوس النصر، وكان سليل المجاهدين يرضع لبان التحدي، قبل اللحاق بدرس العلامة المختار بن حامدن في مدرسة أطار الإسلامية؛ أضاف لبذخ النشأة ونفس الهوية والنبوغ؛ التفوق الذي رافقه طيلة مروره بمعاقل النخبة في أوروبا الغربية، لتحتفي الجمهورية بمساره التعليمي أسابيع عدة قبل تخرجه، وعاما كاملا قبل ميلاد الأوقية، التي خدم اقتصادها بحب وجلد.
أسعفت عبقرية الفتى ليحقق سبق اللحاق بالأقسام التحضيرية للمدارس العليا في ثانوية Chaptal العريقة، قبل ولوج المحترمة l’ENSAE Paris ، ممسكا مشعل التفوق على النخبة العالمية في مجالات الإحصاء والاقتصاد التطبيقي، ليكلفه أبو الأمة، بوضع لبنة إضافية من بنيان السيادة، باستلام إدارة الإحصاء بوزارة التخطيط من آخر موظفي المستعمر في القطاع. قهر التحدي فمكث وأضاف كسابقة في حياة الدول حمل الإدارة المركزية لإحصاء السكان والمساكن، التخطيط والإحصاء، مطلع سبعينيات القرن العشرين.
امتلك على مدى أربعة عقود وثمانية أعوام شرعية الانتخاب ممثلا لنفس الدائرة في الجمعية الوطنية، انتمى خلالها لسبع حكومات، حاز فيها حقائب سيادية وأخرى استراتيجية.
ربطته علاقات وثيقة مع الزعيمين الراحلين صدام حسين وياسر عرفات، كر سها لمصالح موريتانيا العليا وحضورها اللائق في مقام بسالة التبني الثابت لهموم الأمة وقضاياها المصيرية.
تميزت كذلك إدارة رجل الدولة القوي والدبلوماسي الحاذق، لأحداث 1989 كسفير مقيم بدكار ومعتمد في السنغال، جزر الرأس الأخضر، غامبيا، غينيا كوناكري، غينيا بيساوو و السراليون.
أنفق حياته في خدمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية والسعي الدؤوب في إثراء قيم وأخلاقيات الوظيفة السامية التي شغلت وقته وبددت صحته وألحقته بعلياء قومه الذين دفعوا دون أبسط منة ضريبة الدم باسم الأمة الموريتانية.
رحم الله رجل الدولة والمثقف الألمعي والوجيه المحترم محمد المختار بن الزامل، وتقبله، بإذنه تعالى، في أعالي الفردوس. إنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم / عبد الله ولد حرمة الله