في ليل دامس بين صخور قاسية وٱلام دفينة ، تتسلل أيادي قذرة و قلوب من حجر وكلاب وحشية تتفنن في البطش والتنكيل لاتهاب هرم المسن ولاتراعي براءة الأطفال ولا تأبه لأنين المرضى ، تقصف بأحدث العتاد وتترك كل شيئ رمادا، الرجال والنساء والأولاد فيحوم شبح الموت هنا وهناك ، ليفرق بين المرء وزوجه وبين الأم وصغارها ، فيقدم بدل الماء دم أكباد عزيزة ، ويسعف المرضى بقذائف بدل الدواء ، فينقطع الأنين ويسود الصمت لتتعالى أصوات أخرى مخنوقة بحرقة الظلم وقلوب تقطر دما.
وأكباد تتقطع بين الحين و الٱخر راضية بالقضاء والنصيب ، تتقاذفها أمواج الصبر والأسى لتودع عزيزا قضى نحبه ، وتسعف ٱخر يصارع من أجل البقاء ، فتتجرع مرارة الألم ، وتذرف سيولا جارفة من الدموع لم تتوقف يوما على مدى عقود ، هنا تأتي قوة الإرادة لتكون سيدة الموقف مؤكدة أن وعد الله حق وعلى الباغي تدور الدوائر ،وتطلق هتافات صادقة:
على الجهاد مابقينا أبدا نحن الذين بايعوا محمدا إما النصر وإما الشهادة
بقلم / الإعلامية تبيبة بنت أحمد