سؤال اللحظة: الى أين تسير موريتانيا؟- الدكتور عبد الله ولد النم، وزير سابق

خميس, 2015-02-26 21:37

سؤال من نوع أسئلة المنعطف التاريخي ، أفول قرن وبزوغ قرن جديد ، وهي محطة تاريخية مفعمة دائما بالتساؤلات التي تجعل الشعوب في حال من الإرتباك الفكري ، مرحلة تحدث ثقلا في النفوس ، وتحفزا في الأذهان وارتباكا في المواقف وتشويشا في الرؤية ، هي لحظة يمتزج فيها الحماس والإحباط ، اليقين مع الشك والتناقض بين الموجود والمفقود ، هي لحظة قال عنها تولستوي في مطلع القرن العشرين "هذا زمن ينهار فيه كل شيء ، وتبدأ فيه عملية التكوين من جديد".

 

هي لحظة أفول قرن (القرن العشرين) ومعه سقطت عقائد وإيديلوجيات وأنساق فكرية مغلقة ، معه راحت بعض المبادئ العامة من قبيل القطبية الثنائية والسيادة بالمفهوم "الوسطلفي" وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ..

 

هي محطة بزوغ قرن جديد (الواحد والعشرون) فيه قوة عالمية واحدة تفرض قيمها : الديمقراطية .. اللبرلة الإقتصادية .. حقوق الإنسان .. العولمة ، وماينجر عنها من تداخل فوق قومي وعابر للحدود ومعه بروز مطالب قومية جديدة بدأت في قعر دار أوروبا ، وانتشرت وتفاقمت في العالم كله بواسطة وسائل الإتصال الجديدة .

 

هذه الحالة تعيشها موريتانيا على غرار كل الدول ، ولكن في نفس الوقت ليس من الإنصاف في شيء القول أن البلد لم ينجز شيء للحيلولة دون تفاقم الوضع . وفي نفس الوقت ليس من الإنصاف أيضا في شيء القول بأن لا وجود لمشاكل قد تلامس بعض الشيء المصير ، مثل الوحدة الوطنية ومخلفات الرق وترسيخ الديمقراطية .

 

إن الحوار الواسع بين كل مكونات النسيج الإجتماعي لهذا البلد هو الوسيلة الوحيدة للوقوف على المشاكل ، وتوسيع دائرة التفاهم وتقليص دائرة الخلاف ، ويفضي إلى عقد جديد بين المجتمع والدولة في كنف دولة ديمقراطية وقوية ، دولة المواطنة التي تتحطم عليها كل الهويات الجزئية و"العبثية" كما يصفها عزمي ابشارة .