أكد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، أن انعقاد القمة السعودية الإفريقية في هذا الظرف الدولي بالغ التعقيد والخطورة، يعكس عمق "إحساس الجميع بالحاجة الماسة، إلى تطوير التعاون والشراكة وتعزيز التنسيق وتوحيد المواقف"؛ داعيا إلى الوقوف صفا واحدا، في وجه "ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وقتل بشع للأطفال والنساء وحصار وتجويع ممنهجين".
وقال رئيس الجمهورية في خطاب أمام قمة الرياض السعودية الإفريقية اليوم (الجمعة) إن "ما يجمع الجمهورية الإسلامية الموريتانية بشقيقتها المملكة العربية السعودية، من متين عرى الأخوة والروابط العقائدية الراسخة، والصلات التاريخية العريقة، أثمر تعاونا بناء، وشراكة استراتيجية ناجعة، وتنسيقا منتظما وطيدا".
نص الخطاب:
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛
أصحاب الفخامة؛ قادة الدول الإفريقية،
أصحاب المعالي والسعادة؛
أيها السادة والسيدات؛
أود بداية التوجه بالشكر الجزيل إلى خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى ولي عهده، رئيس مجلس الوزراء، سمو الأمير محمد بن سلمان، على المبادرة القيمة بعقد هذه القمة لما تنم عنه من حكمة، ونفاذ بصيرة، ونظرة استشرافية عميقة، شاكرا لهما حظينا به ووفدنا المرافق من فائق وكريم العناية.
كما أهنئ أخوتي القادة الأفارقة على حضورهم اليوم وعلى ما يعبر عنه ذلك من حرص على تعزير الشراكة مع المملكة العربية السعودية.
وإن انعقاد هذه القمة السعودية الإفريقية، في الظرف الدولي الراهن البالغ التعقيد والخطورة، ليعبر عن عميق إحساسنا جميعا، بحاجتنا الماسة، إلى تطوير التعاون والشراكة وتعزيز التنسيق وتوحيد المواقف فيما بيننا.
ومن ألح أشكال التنسيق وتوحيد المواقف، اليوم، الوقوف صفا إفريقيا وعربيا واحدا، في وجه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، من جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وقتل بشع للأطفال والنساء وحصار وتجويع ممنهجين.
وإن ما يمليه علينا الضمير والإحساس الوجداني الفطري، وتوجبه علينا الشرائع والقانون الدولي،وتحملناعليه ثقافتنا العربية الإفريقية بما تتأسس عليه من رفض الظلم والبغي والعدوان،هو التصدي لهذه الجرائم الفظيعة كي لا نكون فيهاشركاء.
أصحاب والفخامة والمعالي؛
أيها السيدات والسادة؛
إن ما تتمتع به المملكة من مكانة دينية، وموقع جيواسراتيجيمهم، وقوة تأثير على الساحة الدولية، ودورريادي في تشجيع ودعم التنمية المستديمة، ليجعل منها شريكا مهما وأساسيا، خاصة بالنسبة للدول الإفريقية.
فالقارة الإفريقية تشكل فضاء استثماريا واسعا، وقطبا تنمويا قاريا، واعدا، بحكم ما تتوفر عليه من طاقات بشرية، وموارد طبيعية، وبفضل حيوية نشاطها في سبيل تحقيق أهداف أجندة 2063، وبناء تنمية مستديمة.
وسيتيح هذا القطب التنموي القاري عبرتعزيز الشراكة مع المملكة العربية السعودية،فرصا لإنشاء العديد من المشاريع التنموية العملاقة، في الكثير من المجالات:كالبنى التحتية والطاقات المتجددة والرقمنة وغيرها.
وتساعد في قيام هذه الشراكة البناءة، علاقات الصداقة والأخوة المتينة،والصلات الدينية والحضاريةالوثيقة،بين المملكة والدول الأفريقيةوكذلك حرصهما المشترك على رفع ما يواجهانه، معا، من تحديات أمنية واقتصادية وبيئية.
أصحاب الفخامة والمعالي؛
أيها السيدات والسادة؛
إنما يجمع الجمهورية الإسلامية الموريتانية بشقيقتها المملكة العربية السعودية، من متين عرى الأخوة والروابط العقائدية الراسخة، والصلات التاريخية العريقة لعزيز على الحصر.
ولقد أثمرت كل هذه الروابط، بيننا، تعاونا مثمرا،بناء، وشراكة استراتيجية ناجعة،وتنسيقا منتظماوطيدا.
ولا يسعني في هذا المقام، إلا أن أثمن عاليا الدعم السخي والمساندة الدائمة التي ما فتئت المملكة العربية السعودية تقدمها لأشقائها في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ولدول القارة الإفريقية عموما،إسهاما منها في جهودنا لبناء تنمية مستديمة، ودعما لقدرتنا على الصمود في وجه ما يجتاح العالم من حاد الأزمات المتنوعة.
كما أحيي دورها الريادي في إطلاق المشاريع والمبادرات العملاقة كمبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" مؤكدا في ذات السياق تأييدنا لاستضافتها لمعرض أكسبو 2030.
وإنني إذ أجدد الشكر للملكة العربية السعودية على مبادرتها القيمة، بعقد هذه القمة، لأرجو لمخرجات أعمالنا أن تسهم، على نحو فعال، في تعميق وتنويع الشراكة بين المملكة العربية السعودية والدول الإفريقية.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.