بدات، اليوم (السبت) في الرياض؛ عاصمة المملكة العربية السعودية، أعمال القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية، "لتوحيد الجهود والخروج بموقف موحد" والدعوة إلى وقف الحرب على قطاع غزة، خشية أن يتسع نطاق العنف في المنطقة.
وتأتي الاجتماعات الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال.
وأكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لدى افتتاحه هذه القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، إدانة المملكة ورفضها القاطع للحرب التي يتعرض لها الأشقاء في فلسطين والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ ودمرت دور العبادة والمستشفيات والبنى التحتية.
وأضاف ولي العهد: "لقد بذلت المملكة العربية السعودية جهودا حثيثة منذ بداية الأحداث لحماية المدنيين في قطاع غزة، واستمرت في التشاور والتنسيق مع أشقائها والدول الفعالة في المجتمع الدولي لوقف الحرب ونجدد مطالبنا بالوقف الفوري للعمليات العسكرية وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين وتمكين المنظمات الدولية من أداء مهامها ودورها، ونؤكد الدعوة للإفراج عن الرهائن والمدنيين والأبرياء".
وتابع: "نحن أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي وتبرهن على ازدواجية المعايير وتهدد الأمن والاستقرار العالمي مما يتطلب جهدا جماعيا فعالا لوضع حد لهذا الوضع المؤسف، وفك الحصار وإدخال المساعدات، وتؤكد المملكة رفضها القاطع للحصار والتهجير وتحمل سلطات الاحتلال مسئولية الجرائم المرتكبة".
من جانبه قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وحل الأزمة المستمرة منذ عقود.
وأضاف العاهل الأردني في كمة ألقاعا خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الرياض، أنه "لا يمكن السكوت على ما يواجهه قطاع غزة من أوضاع كارثية تخنق الحياة وتمنع وصول العلاج، بل يجب أن تبقى الممرات الإنسانية مستدامة وآمنة، ولا يمكن القبول بمنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عن أهل غزة فهذا السلوك هو جريمة حرب يجب أن يدينها العالم".
وأكد أن الأردن سيواصل القيام بواجبه في إرسال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة.
وتابع ملك الأردن: "لقد كان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة انتصارا للقيم الإنسانية، وانحيازا للحق في الحياة والسلام، وإجماعا عالميا برفض الحرب، وهو قرار جاء بجهد عربي مشترك".
وشدد على "ضرورة اتخاذ هذا القرار كخطوة أولى تعمل خلالها الدول عربية بالشراكة مع المجتمع الدولي لبناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير أولا وفورا، والبدء بعملية جادة للسلام في الشرق الأوسط وعدم السماح بإعاقتها تحت أي ظرف، وإلا فإن البديل هو التطرف والكراهية والمزيد من المآسي".
أما الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، فاكد أن الجيش الإسرائيلي بدأ حرب إبادة لا مثيل لها بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا تخطيها كل الخطوط الحمراء؛ مبرزا، خلال مشاركته في أعمال القمة، أن قوات الاحتلال قتلت وجرحت أكثر من 40 ألفا من أبناء شعبنا في غزة معظمهم أطفال ونساء.
وأضاف: " أبناء شعبنا في الضفة يتعرضون لهجمات إرهابية على يد قوات الاحتلال ومستوطنين إرهابيين، ولن يقبل أحرار العالم بالمعايير المزدوجة وأن يبقى شعبنا ضحية لحرب الإبادة الجماعية".
وأردف قائلا: "سلطات الاحتلال ومن يساندها يتحملون المسؤولية عن قتل كل طفل وامرأة في هذه الحرب الظالمة، والولايات المتحدة بدعمها الكامل للاحتلال تتحمل مسؤولية عدم التوصل لحل سياسي للأزمة.. نحن أمام لحظة تاريخية وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم لإرساء السلام، ولن نقبل بالحلول العسكرية والأمنية بعد أن فشلت جميعها".
وأكد عباس رفض السلطة الفلسطينية القطعي لأي مساع لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة أو الضفة الغربية، وأن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين ويجب أن يكون الحل السياسي شاملا؛ مطالبا مجلس الأمن الدولي بإقرار حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة، كما طالب بحماية دولية واعتماد حل يتم تنفيذه وفقا للشرعية الدولية والمبادرة العربية.