قال رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، "لا يمكن اعتباره إلا تصفية ممنهجة وإبادة جماعية"؛ مبرزا أن إحجام المجتمع الدولي عن التدخل بالثقل المطلوب، أمر أنكر من كل ذلك.
وأعرب الرئيس ولد الشيخ الغزواني، في خطاب القاه، اليوم (السبت) أمام القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض، عن جزيل شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، وولي العهده السعودي رئيس الوزراء محمد بن سلمان، على المبادرة باستضافة هذه القمة.
وأوضح أنه من واجب الجميع مضاعفة الجهود من أجل التخفيف عن الأشقاء الفلسطينيين والضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وفك الحصار عن قطاع غزة.
نص الخطاب :
“صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس الوزراء،
– أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
– أصحاب المعالي رؤساء الوفود؛
– صاحب المعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
– صاحب المعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي؛
– أصحاب المعالي ممثلو المنظمات الدولية والإقليمية،
– أيها السادة والسيدات؛
أود، ابتداء، التوجه بالشكر الجزيل إلى خادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، رئيس مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والرئيس الدوري للقمة الإسلامية، وإلى ولي عهده، رئيس مجلس الوزراء، سمو الأمير محمد بن سلمان، على المبادرة القيمة والاستضافة الكريمة لهذه القمة العربية الإسلامية غير العادية، في هذه الظروف الاستثنائية.
صاحب السمو الملكي
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
لا يمكن اعتبار ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم، في قطاع غزة، إلا تصفية ممنهجة وإبادة جماعية، مكتملة الأركان، تنفذ في وضح النهار، أمام أعين العالم.
وإن مشهد الدمار الهائل، وآلاف القتلى، وعشرات آلاف المشردين والجرحى، من النساء، والأطفال، والمسنين والأبرياء العزل، الذين لا ينجون من القصف، حظا، إلا ليموتوا جوعا، وحصارا، وعجزا عن الاستشفاء، لمن أبشع صور الجرائم ضد الإنسانية.
فأين هي قداسة حقوق الإنسان؟ وكرامته؟ وأين هي القيم الإنسانية والقانون الدولي؟
والأنكى من ذلك، إحجام المجتمع الدولي، عن التدخل بالثقل المطلوب لوقف إطلاق النار، ولتأمين دخول المساعدات من أغذية وأدوية ووقود وماء، وكأن كرامة الإنسان وحقوقه تتفاوت قدسيتها بحسب الانتماء.
صاحب السمو الملكي،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
إن عمق وخصوصية المكانة التي تحتلها القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب العربية والإسلامية، هو كونها، في آن واحد، مظلومية شعب ومسألة مقدسات.
ففلسطين موطن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والشعب الفلسطيني صاحب مظلمة تاريخية وذو حق أصيل تقره قرارات الشرعية الأممية في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة.
وإيمانا منا كبلدان عربية وإسلامية بقدسية البعدين معا، ألزمنا أنفسنا في المادة الأولى من ميثاقنا، ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، بدعم الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته ذات السيادة، وبالحفاظ على الهوية التاريخية والإسلامية للقدس الشريف وعلى الأماكن المقدسة فيها.
إن تراخي المجتمع الدولي في بذل الجهد اللازم للوقوف في وجه هذه الجرائم، وفي فرض وقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية بالكم المطلوب، سيفقده، إن استمر، مصداقيته، وسيسقط الثقة بشعاراته، ومعلن مبادئه، ويجعله شريكا في هذه الجرائم.
وإن من واجبنا جميعا، علاوة على مضاعفة جهودنا، فرادى ومجتمعين، في سبيل التخفيف من معاناة الفلسطينيين، أن نحمل المجتمع الدولي على الضغط بالثقل المطلوب، لإلزام إسرائيل بالوقف الفوري لإطلاق النار وفك الحصار، توطئة للشروع في تحريك عملية سلام تقوم بموجبها دولة فلسطينية ذات سيادة، طبقا لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وفي هذا السياق، يتعين أن نعمل معا على أن تترسخ، لدى الجميع، القناعة التامة باستحالة غير هذا الحل، مطلقا.
وإنني إذ أترحم على الشهداء الفلسطينيين، سائلا المولى عز وجل أن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، لأتمنى لمخرجات قمتنا الاستثنائية هذه أن تسهم بشكل عملي ملموس في التمكين من إدخال المساعدات الإنسانية بالكم المطلوب إلى قطاع غزة، وفي الإسراع بإقرار وقف إطلاق النار.
كما أرجو أن نظل جميعا متحدين، وعلى تنسيق وثيق في كل ما يتعلق بقضيتنا المركزية قضية فلسطين المحتلة.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.