قال وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، أحمد سيد أحمد أجّ، إن مهرجان مدائن التراث تظاهرة ثقافية "اكتسبت مشروعيتها وتبوأت مكانتها الفريدة في ساحة الفعل الثقافي الوطني بفضل جهدها المحمود في صون الموروث الثقافي لهذه الحواضر وفي المحافظة على طابعها المعماريّ المميز ودعم إنتاجها المحليّ وأنشطتها المدرة للدخل بخلق فرص جديدة للعمل".
واكد ولد اچ، في خطاب ألقاه اليوم (الجمعة) خلال إشراف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على انطلاق فعاليات النسخة الـ12 لمهرجان "مدائن التراث" في مدينة ولاية التاريخية بولاية الحوض الشرقي، أن "محورية الإنسان، باعتباره أداة التنمية وغايتها ورهانها الأول، تجعل من هذه التظاهرة ومن الفعل الثقافي الملتزم الواعي رأس الحربة في كل منازلة وطنية مع التخلف وتحديات التنمية".
وأضاف: "ما من أمة راقية، في عصرنا الراهن، استطاعت أن تخرج من حماة التخلف والفقر باستنساخ التجارب التنموية لدى الأمم الأخرى ولا باستلهام ثقافاتها، بل كان استثمار الموروث الثقافي، دوما لدى هذه الأمم، السبيل الوحيد إلى إذكاء جذوة الروح الوطنية والطموح، واستشعار العزة والكرامة، ورفض المنزلة المعطاة في مؤخرة الركب الحضاري، فالإقلاع الحضاري، في جوهره حلم ثقافي عنيد يَلُمُ شتات القيم الحميدة، ويمنح الطاقات والقدرات الذاتية أفقا ومعنى".
وقال الوزير، مخاطبا رئيس الجمهورية: تتضافر جهود سبعة عشر قطاعا وزاريا في إطار المكونة التنموية التي تسعى، وفقا لرؤيتكم التي أعلنتموها في مهرجان شنقيط 2019، والتي أرادت لهذا المهرجان ألا يكون مجرد احتفالية موسمية ينتهي أثرها مع آخر فعالياتها دون تحسن مستديم في ظروف الحياة بهذه المدن المحتضنة للتظاهرة. وتجري في هذا السياق متابعة هذه المكونة التنموية خلال الدورات السابقة وتقويمها المرحلي على أن يشرع في التقويم الشامل بعد اكتمال هذه الدورة.
وقد شملت هذه المكونة فك العزلة عن المدينة وتأهيل طرقاتها وممراتها الداخلية، وتوسيع شبكة المياه والكهرباء وحفر الآبار وتجهيزها، وتعزيز شبكة الاتصال، فضلا عن ترميم العديد من المنشآت العمومية، والتدخلات الهامة في مجالات الشؤون الإسلامية والشؤون الاجتماعية والزراعة والصحة والبيطرة".
وخلص إلى أن طواقم قطاعه، من خبراء وموظفين وعمال، جندوا كل طاقاتهم "من أجل أن تكون النسخة الحالية من مهرجان مدائن التراث مميزة ولافتة في شكلها وفي مضمونها، فحرصت على استثمار كل الوسائل والطاقات المتاحة تحضيرا وتنظيما. وقد شملت هذه النسخة من المهرجان – شأنها شأن سابقاتها – سلسلة من الأماسي الثقافية والأدبية والمديحية (شعرية وغنائية) بكل لغاتنا الوطنية؛ ينعشها عدد من الأدباء والشعراء والفنانين والمداحين.. إضافة إلى عروض مسرحية فنية جادة مع حزمة من الفعاليات الثقافية والترفيهية، نأمل أن تحقّق لضيوف المهرجان والمشاركين فيه كل ما يصبون إليه من الإفادة والإمتاع".