رئيس الجمهورية يشرف في مدينة ألاك على تدشين المرحلة الأولى من شبكة المخازن الجديدة لمفوضية الأمن الغذائي(تقرير مصور)

أربعاء, 2023-12-13 10:05

أشرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني،(الثلاثاءà في مدينة ألاك، على تدشين المرحلة الأولى من شبكة المخازن الجديدة للمفوضية.

وقطع رئيس الجمهورية الشريط الرمزي، وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية لمخزن ألاك الجديد بسعة 1000 طن، إيذانا ببدء استغلال المخازن الجديدة في خمس ولايات، كما تابع شروحا قدمتها له مفوضة الأمن الغذائي، حول حجم القدرة الاستيعابية لشبكة المخازن الجديدة، وتوزعتها الجغرافية في مختلف ولايات الوطن.

و عاين الرئيس المخزن الجديد، واطلع على لوحتين تبرزان حصيلة عمل مفوضية الأمن الغذائي، على عموم التراب الوطني، وفي ولاية لبراكنة خلال السنوات الأربع الماضية، تطبيقا لتعهدات رئيس الجمهورية.

وتندرج المخازن الجديدة، ضمن مشروع تعزيز قدرة التخزين لدى المفوضية، والذي يجري في إطاره، تشييد 33 مخزنا جديدا في عموم الولايات، بقدرة تخزين استيعابية تصل 134900 طن، وهو مايمكن من رفع القدرة التخزينية الحالية للمفوضية بنسبة ‎%‎107، بتكلفة إجمالية قدرها 452.910.448 أوقية جديدة.وقد ألقت معالي مفوضة الأمن الغذائي السيدة فاطمة بنت خطري بهذه المناسبة،

 

خطابا هاما هذا نصه:

"بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم،

فخامة رئيس الجمهورية،

أصحاب المعالي الوزراء،السيد الوالي،السيد رئيس جهة لبراكنة،

السيد عمدة بلدية ألاك،السادة المنتخبون،

أيها السادة والسيدات،

يُسعدني ونحن نعيش غمرة لاحتفالات المخلدة للذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال الوطني، أن نلتقي اليوم في عاصمة ولاية لبراكنة، تلك الولاية التي كان لها إسهامها الكبير والمقدر، في مسار نيل الاستقلال الوطني؛ مقاومة ثقافية وعسكرية، كما شكلت حاضنة لبواكير نيل الاستقلال الوطني وانبلاج فجر الحرية والانعتاق.

 فخامة رئيس الجمهورية،

أيها السادة والسيدات

،إنها لمناسبة سعيدة أن نلتقي اليوم في محطة أخرى من محطات الإنجاز والبناء، الذي تقودون يا فخامة الرئيس قاطرته بنجاح منذ تسلمكم مقاليد الحكم في البلاد، فقد شهد البلد في عهدكم الميمون إنجازات في مختلف المجالات، وكانت النظرة الاستراتيجية، والبعد الاستشرافي، من أهم ما ميز الإنجازات في مجال الأمن الغذائي، حيث تم ولأول مرة في تاريخ البلد إنشاء الآلية الوطنية للوقاية والاستجابة للأزمات الغذائية، وهي الآلية التي مكن إنشاؤها من صهر مختلف الجهود الحكومية، في بوتقة واحدة، هدفها تحديد الوضعية الغذائية في البلد بشكل سنوي بطريقة علمية ومدروسة، وإعداد خطة الرد على الوضعية الغذائية، بعيدا عن الارتجالية والتدخلات غير المدروسة، وقد مكن عمل هذه الآلية خلال السنتين الماضيتين من تقديم العون لمحتاجيه، في الوقت المناسب وعلى أساس بيانات السجل الاجتماعي للدولة. 

فخامة رئيس الجمهورية،

أيها السادة والسيدات،

إن المشروع الذي ستشرفون اليوم على تدشين مرحلته الأولى والمتمثل في تعزيز قدرة التخزين لدى المفوضية، يكتسي بعدا استراتيجيا، فالأمن الغذائي عماده الإنتاج الزراعي وركيزته التخزين الآمن للمواد الغذائية، وقد حرصنا في توزعة المخازن الجديدة على مراعاة الحاجة واتساع رقعة التراب الوطني، ومناطق تمركز الإنتاج الزراعي، حيث يجري تشييد مخزنين بسعة 30 ألف طن في كل من كيفة وروصو، مع تعزيز قدرة التخزين في نواكشوط بمخزنين إضافيين بسعة 60 ألف طن، وهو ما سيمكن من توفير جزء كبير من حاجة التخزين، التي تزايدت بتزايد وتشعب وتنوع البرامج الاجتماعية الموجهة للمواطنين في عهدكم، تطبيقا لتعهداتكم وتوجيهاتكم في ضرورة القرب من المواطن والوقوف إلى جانبه، فكما هو معلوم تتولى المفوضية تنفيذ جميع البرامج الاجتماعية للدولة التي تتطلب التخزين والنقل والتوزيع.

وبالإضافة إلى هذا فقد أبانت أزمة كوفيد-19 واضطراب سلاسل التوريد التي عرفها العالم خلال السنوات الأخيرة، عن النقص الحاد في وسائل التخزين لدى البلد، وهو ما جعلكم يا صاحب الفخامة تصدرون تعليماتكم بمضاعفة البنية التحتية للتخزين، حيث تم الشروع في تشييد شبكة مخازن جديدة من 33 مخزنا، تغطي جميع ولايات الوطن بقدرة تخزين استيعابية تناهز 135 ألف طن، وهو ما يعني رفع الطاقة الاستيعابية للتخزين لدى المفوضية بنسبة 107‎%‎.

وفضلا عن شبكة المخازن هذه، والتي انتهت الأشغال في ست منها في ولايات كوركول ولبراكنة وآدرار وتكانت وتيرس الزمور، بعضها انتهت الأشغال فيه قبل الآجال المحددة، كما هو حال هذا المخزن، تتقدم الأشغال بوتيرة متسارعة في باقي الولايات، ويجري التحضير لتشييد صوامع للتخزين في نواكشوط. فخامة رئيس الجمهورية،أيها السادة والسيدات،تطبيقا لتعهداتكم في ضرورة القرب من المواطنين والرفع من المستوى المعيشي لهم، نفذت المفوضية خلال الأعوام الماضية، حزمة من البرامج الاجتماعية الهامة، وهي البرامج التي شهدت تطورا ملحوظا ونموا مطردا، تضاعف بموجبه عدد المستفيدين منها عديد المرات، كما تنوعت بتنوع حاجة مواطنينا، للمواد الغذائية والتحويلات النقدية ودعم القوة الشرائية، وتعزيز صمود الطبقات الهشة وتحسين قدرتها الإنتاجية.

ففضلا عن التوزيعات الغذائية المجانية التي استفادت منها مئات آلاف الأسر خلال السنوات الماضية، من خلال توزيع ما يناهز 50 ألف طن من المواد الغذائية، والتحويلات النقدية التي استفادت منها حوالي 50 ألف أسرة من خلال توزيع أكثر من 15.7 مليار أوقية قديمة، تم تنفيذ برنامج طموح لتعزيز قدرة السكان على الصمود وتحسين قدرتهم الإنتاجية من خلال تمويل وتنفيذ 2675 مشروعا تنمويا، كما انتظم تزويد محلات التموين بالمواد الغذائية، بسعر مدعوم لأكثر من 131 ألف أسرة بشكل يومي، كما تم في عهدكم الميمون توسيع عملية رمضان لتشمل عواصم الولايات واستفاد منها ما يناهز 200 ألف أسرة، كما نفذت المفوضية برنامجا للتغذية الجماعية لصالح الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات استفاد منه عشرات الآلاف من مواطنينا المعرضين لمخاطر سوء التغذية، كما تولت المفوضية منذ سنة 2021 تموين الكفالات المدرسية بالمواد الغذائية، وهي الكفالات التي يستفيد منها ما يناهز 78 ألف تلميذ، في أكثر من 680 مدرسة.

وبالإضافة إلى هذا نفذت المفوضية خلال السنوات الماضية وبنجاح، التدخلات الخاصة بدعم المنمين، حيث تم توفير ما يناهز 130 ألف طن من الأعلاف بسعر مدعوم، ورغم الظروف الدولية والإقليمية غير المواتية، فقد تم توفير احتياجات المزارعين من الأسمدة والمدخلات الزراعية، كما واصلت المفوضية بالتنسيق مع السلطات الإدارية والشركاء الدوليين تقديم العون والمساعدة لضيوف البلد من اللاجئين الماليين، كما قدمت العون والمساعدة لمواطنينا العائدين من مالي، وكانت على الدوام في الموعد لتقديم العون للمواطنين المتضررين من الكوارث والأزمات. 

فخامة رئيس الجمهورية،

أيها السادة والسيدات،

إن حزمة البرامج التي ذكرت آنفا يتم تنفيذها بالشراكة الوثيقة والتنسيق المحكم مع القطاعات الحكومية المعنية، وبإشراف ومتابعة من السلطات الإدارية والمنتخبين، مع وقفات تقييم ومتابعة يستدعيها أي عمل بشري، مكنت على الدوام من تحسين مستوى الأداء وتلافي القصور وتصحيح الأخطاء والاختلالات.

وإجمالا يمكن القول إن حجم المشاريع والبرامج الاجتماعية الموجهة للمواطنين عموما وللفئات الهشة على وجه الخصوص، والتي اطلعت بها عدة قطاعات حكومية، قد شهدت قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة، كما اتسم تنفيذها بالسرعة والفاعلية والقرب من المواطن، تكريسا لتوجيهاتكم النيرة، وكمثال على ذلك فقد وصلت التكلفة المالية للبرامج الاجتماعية التي نفذتها المفوضية لوحدها أكثر من 124 مليار أوقية قديمة، وهو مؤشر كاف على حجم العناية الكبيرة الممنوحة من طرفكم صاحب الفخامة، للفئات الهشة.

قبل الختام أدعوكم صاحب الفخامة للتفضل بتدشين المرحلة الأولى من شبكة المخازن الجديدة.

أشكركم، والسلام عليكم."