أكد وزير البترول والمعادن الناني ولد أشروقه؛ الناطق باسم الحكومة، أن قرى ولاية اترارزة التي باشر رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وضح حجر الأساس لبدء الأشغال في إنجاز مشروع كهربتها، اليوم (الجمعة) في تگنت، تضم كما سكانيا معتبرا، وبها مقدرات وفرص تنتظر الطاقة لترفد الحركة الاقتصادية بنشاطات إنتاجية مدرة للدخل.
وأوضح ولد أشروقه، في خطاب ألقاه خلال حفل وضع حجر الأساس، أن "هذا الإنجاز يأتي تنفيذا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بخصوص تمكين المواطنين، في قراهم وأريافهم، من كافة الخدمات الأساسية، بغية الارتقاء بمستواهم المعيشي وتسهيل سبل الكسب لهم".
وقال : "نَشْرُفُ ونَسْعَدُ بالترحيب بكمْ، مُجَدَّداً - يا فخامةَ الرئيسِ – على مائدةِ الإنجازاتِ الكُبْرَى، وفي رحاب الذِّكْرَى الثالثةِ والستينَ لعيدِ الاستقلالِ المجيدِ، عيدِ الحريةِ والانعتاق، عيدِ الشهداءِ الأبرارِ، والمقاوِمينَ الأحرارِ، الذين نَافَحُوا بالسيفِ والقلمِ، ونَثَرُوا الدَّمَ والمِدادَ في وجْه جَبَرُوتِ القُوَةِ ومنطقِ التَّجَبُّرِ، فكانَ التحرُّرُ منْ نَيْرِ الاستعمارِ ثَمَرَةَ جُهْدِهِمْ وَجِهَادِهِم.
وَحَرِيٌّ بنا أنْ نَقَفَ لهم، في مَقامِنا هذَا، اليومَ، وقفةَ إجلالٍ وإكبارٍ وتَرَحُّمٍ، تَلِيقُ بِبَسالَةِ وتَضحياتِ أبطالِ معاركِ "سَهُوتْ الْمَ" و "التاگِلالتْ" و"اخرُوفَهْ" و"لگْوَيْشِيشْ"، التي كانتْ من أوائلِ المُقارَعاتِ مع المحتلِّ على الثُّغورِ الجنوبية من وطنِنا الغالي.
وتَليقُ بِهِمْ – وبِكُمْ، يا فخامةَ الرئيسِ - الصِّبْغَةُ التي طَبَعَتْ، في عَهْدِكُمْ الزَّاهِرِ، إحياءَ ذِكْرَاهُمْ بإطلاق مشاريعَ، قاسِمُهَا المشتَرَكُ شُمُولِيةُ المنْفَعَةِ العائدةِ على المُواطنِ، والتأثيرُ الفِعليُّ المستدامُ في النهوضِ بتنميةِ الوطن، على غِرارِ الإنجازِات التي تُدَشِّنونَها، اليوم.
ويتعلقُ الأمرُ، أولا، بخطِّ رَبْطٍ كهربائيٍّ عالي الجُهدِ، 225 كيلو فولت، ومحطاتِه الفرعيةِ، بين نواكشوط وكرمسين، على الحدودِ مع السينغال الشقيقةِ، حيث تمَّ توصيلُه بشبكةِ النقلِ الكهربائيةِ السينغاليةِ، في إطارِ تطويرِ وحداتِ الإنتاجِ في البلدين، ضِمْنِ اتفاقٍ ثُنائِيٍّ يَقْضِي ببناءِ خطٍّ بجهدِ 225 كيلو فولت، يمتدُّ من نواكشوط إلى مدينةِ توبان Tobène)) في السنغال، بطولِ 422 كلم، منها 204 كلم في موريتانيا.
وثانيا بوضعِ حجر الأساس لكَهْرَبَةِ ثَلاثَ عشْرَةَ قريَةً، بها كَمٌّ سكانيٌّ معْتَبَرٌ، ومُقَدِّراتٌ وفُرَصٌ تنتَظِرُ الطاقةَ لِتَرْفِدَ الحركةَ الاقتصاديةَ بنشاطات مُنتِجَةٍ مُدِرَّةٍ للدخلِ. صاحب الفخامة، أيها السادة والسيدات، سيتيح خطُّ الربطِ الكهربائي، بشكلٍ خاص:
أولاً : تطويرَ عملياتِ تبادلِ الطاقةِ الكهربائيةِ بين موريتانيا والسنغال، بقدرةِ 160 ميغاوات، بالإضافة إلى طاقةِ نقلِ خطِّ منظمةِ استثمارِ نهرِ السنغالِ الحاليةِ، التي تبلغ سعتُها 80 ميغاوات؛
ثانياً: المساهمةَ في الاستغلالِ الأمْثَلِ لمصادرِ الإنتاجِ، خاصةً في الوقت الذي يجري فيه الاستعدادُ لبناءِ محطاتِ توليدٍ كبيرةٍ في المنطقة، من بينها محطةٌ شمسيةٌ كهروضوئيةٌ، بقدرةِ 100 ميغاوات، هنا في "تكنت"، تمَّ التوقيعُ على اتفاقيةٍ بشأنها، خلال هذا الشهر، في دُبَيْ، تحت إشرافكم السامي، يا فخامة الرئيس. كما سيتم بناءُ محطةٍ في "كرمسين"، بقدرةِ 250 ميغاوات، للاستفادةِ من مخزونِ بلادنا الغازي؛
ثالثا: تأمينَ وتوسيعَ الإمداداتِ الطاقويةِ في هذه المنطقةِ الزراعيةِ والرعويةِ الاستراتيجيةِ، بِحُكْمِ موضعِها الجغرافي بالقرب من البحر والنهر والعاصمة انواكشوط؛
رابعاً: توفيرَ تأمينٍ إضافيٍّ لتزويدِ محطةِ معالجةِ وضخِّ المياهِ في "بني نعجي"، التي تُغَذِّي مدينة انواكشوط بالمياه الصالحةِ للشرب . و قد بلغت كلفةُ المشروعِ 17 مليار أوقية قديمة، بتمويلٍ مشتركٍ بين الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والدولة الموريتانية".
وأضاف: "يطيب لي، في هذا المقام، باسمِ الحكومةِ والشعبِ الموريتانيَّيْنِ، أنْ أتقدمَ بين يدَيْ شريكنا الإستراتيجي، الصندوقِ العربيّ للإنماءِ الاقتصادي والاجتماعي، بوافر الشكر وبالغِ التقدير على مواكبتهِ الدائمةِ والسخيةِ لمشاريع التنمية في بلادنا، لاسيما في مجال الطاقة الكهربائية.
صاحب الفخامة، أيها السادة والسيدات، أمّا فيما يخص مشروعَ كهربةِ 13 قرية، فإنه يشمَلُ المكوناتِ الأساسيةَ التاليةَ:
• إنشاءَ خطٍّ كهربائيٍّ هوائيٍّ، بجهدٍ متوسطٍ 33 كيلوفولت، بطول 62 كيلومترا • تركيبَ 28 محولا كهربائيا من فئة H61
• إنشاءَ خطٍّ كهربائيٍّ هوائيٍّ بجهد منخفض 400 فولت وبطول 90 كلم • تركيبَ 500 وحدة اٍنارة عمومية ويأتي هذا الإنجازُ إنفاذاً لتوجيهاتكم المستديمةِ – يا فخامةَ الرئيس – بخصوص تمكينِ المواطنينَ، في قُراهُمْ وأرْيافِهُمْ، من كافةِ الخدماتِ الأساسيةِ، بُغْيَةَ الارتقاءِ بمستواهُم المعيشي وتسهيلِ سُبُلِ الكسبِ لهُم. ويُتيحُ هذا المشروعُ النفاذَ إلى خدمات الطاقة الكهربائية لأكثرَ من 9000 توصيلة منزلية في قُرَى التاگِلالتْ، تنورات، بِيرْ السعادة، الحرث، لبَّيْرِدْ، تيگمّاطين، قوبا 24، الصفا، بُومْبري، آجوير، أميسيكه، الصواب، تِنْحُمُّدْ.
ومن المتوقع أن تنتهي الاشغالُ فيه خلال 10 أشهر. وقد بلغت كُلفَةُ المشروع 104 ملايين أوقية جديدة، بتمويل من الدولة الموريتانية صاحب الفخامة، لقد حَمَلَ برنامَجَكُم الانتخابي، "تعهداتي"، رُؤيةً جديدةً وطموحةً لقطاع الطاقة، تُكَرِّسُ دَورَه كمحركٍ رئيسي للاقتصاد الوطني، ومُحَفِّزٍ أساسيٍّ للتنمية الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ في البلد، وتَرْسِمُ لَهُ أهدافاً واضحةً، تَتَمَثَّلُ في ضمان توفيرِ طاقةٍ كهربائيةٍ ذاتِ جودةٍ عاليةٍ، بكلفةٍ تنافسيةٍ، تَسْنُدُ القطاعاتِ الخِدْميةَ والصناعيةَ، وتَكونُ في متناولِ المواطنينَ سَهلَةً ومَيْسُورَةً، على امتدادِ التراب الوطني. ويَتَطلَّبُ الأمرُ – بالضَّرُورَةِ - وجودَ منظومةٍ كهربائيةٍ مُكْتمِلةِ الأركانِ، تَتَعَاضَدُ فيها وظائفُ الإنتاجِ والنقلِ والتوزيعِ."
وأوضح ولد اشروقه أنَّ موريتانيا "لم تَكنْ، قبلَ عهدِكم الميمونِ، تَتَوفرُ على أيِّ خطِّ ربطٍ كهربائيٍّ، من فئة 225 كيلوفولت، تابعٍ لها، قبلَ الخطَّيْنِ اللذَيْنِ أشْرَفْتُمْ، يا صاحبَ الفخامةِ، على تدشينِهِما نهايةَ السنةِ المنصرمةِ، بين انواكشوط وانواذيبو، من جهةٍ، وبين المحطةِ المزدوجةِ ومحطةِ التحويلِ، التابعةِ لمنظمةِ استثمارِ نهرِ السنغالِ، في انواكشوط، من جهةٍ أخرى.
واليومَ، وبعدَ تشغيلِ هذا الخط بين انواكشوط وكرمسين، وربطِه مع الشبكةِ السينغاليةِ، بدأتْ ملامحُ منظومةٍ كهربائيةٍ وطنيةٍ، متكامِلةٍ وفعالةٍ - ذات امتدادٍ إقليميٍّ - تتجسدُ على الأرضِ، مُبَشِّرَةً بمستقبلٍ واعدٍ لخدمات الكهرباء، ممَّا سيُعطي دَفْعاً نوعياً للنمو الاجتماعي والاقتصادي في بلادنا. وفي هذا الإطار، نتطلُّعُ، جميعاً، إلى استمكال مشروعيْنِ حيَوِيَّيْنِ، أولُهُما الخطُّ عالي الجهدِ، الرابطُ بين انواكشوط وازويرات، مرورا بأكجوجت وأطار، والذي سينتهي العملُ فيه - بحول الله – في بَحْرِ النصفِ الأولِ من سنة 2024 القادمة؛ وثانيهِما "خطُّ الأملِ" الذي سيبدأُ العملُ فيه قريباً، إن شاء الله، وهو خَطُّ رَبْطٍ كهربائيٍّ، يَمْتَدُّ بمُحاذاةِ طريقِ الأمل، ليَصِلَ انواكشوط بالنعمة، مروراً بوسط البلاد وشرقها، على أن يُتيحَ الربطَ مع جمهوريةِ مالي، على مستوى الطينطان."
فخامة الرئيس
السادة والسيدات
لئنْ ضاقَ المقامُ عن الإحاطةِ بمنجزاتِ القطاعِ خلال السنواتِ الأربعِ المنصرِمةِ من مأموريتِكُم المباركةِ، يا فخامةَ الرئيس،فإنَّ لَنا – بِعَونِ الله –في مناسباتٍقريبةٍ،وفي رِحابِ عيدِ الاستقلالِ الثالثِ والستِّينَ المجيدِ،فرصةً لاستكمالِ العرضِ، سِيَمَا الحصيلةُ المُشَرِّفةُفي مجالِ توفيرِ الكهرباءِ في مناطقِ الإنتاجِ،من جهة، وتعميمِها على المواطنينَ في المُدُنِ والقُرى والأرياف، من جهة أخرى.
وما أخَّرْنا هذه الحصيلةَ إلا لتَكُونَ خِتامَ مِسْكٍ، كَوْنَها تتعلقُ بمجالٍ هوَ الأثيرُ لدى فَخَامتِكم، وعليهِ كانَ التركيزُ في برنامَجَكم الانتخابي "تعهداتي"، ألا وهو دَعْمُ المواطنِ بكلِّ ما منْ شأنِه تسهيلُ كَسْبِ العيشِ الكريمِ المستدامِ، وتوفيرُ أسبابِ الرفاهيةِ له دونَ عَناء.
وحُقَّ لنا – كمواطنينَ – أنْ نَحْمَدَ ما أنْجَزْتُمُوهُ لنا في هذه المجالات – وفي سِواها –خلال السنواتِ الأربعِ المنقضيةِ من مأموريتكم؛
سَنَواتٌ أرْبَعٌ، كانَ البلدُ، خلالها، ورشةَ بناءٍ لا تَفْتُرُ، بناءٌللإنسانِ وبناءٌللأوطان؛
سَنَواتٌ أرْبَعٌ،أعادتْ لنا الأُلْفَةَ، والتَّناصُفَ، والوعيَ بوِحدةِ المصيرِ، وحتميةِ السيرِ جَنبًا إلى جنبٍ، يدًا بِيَد؛ سَنَواتٌ أرْبَعٌ، ونحنُنَنامُ قَرِيرِي العَينِ في دَعَةٍ وأمْنٍ؛ نُصْبِحُ على أملٍ مُتَجَدِّدٍ، ثمّنُمِسِي على وعْدٍ مُنْجَزٍ مُحَقَّقٍ؛
سَنَواتٌ أرْبَعٌ،أسَّسَتْ للانتقال الآمِنِ ببلدنا إلى مَصافِّ الدولِ الصاعدةِ ومَدارِجِ الدول الراقية؛
سنواتٌ أرْبَعٌ، وضَعَتْنَا على السِّكَّة الصحيحة، وأضاءتْ لنا دربَ المسيرِ إلى ما تَرْنُو إليه النفوسُ الأبِيَّةُ من رِفْعَةٍ وسُؤْدَد.
سنواتٌ أربعٌ، خَبِرْنا فيها دليلَنا على الطريق، فكانَ نِعْمَ الدليلُ هُوَ،مَعرفةً بمسالكِ الطريق ومُنْعَرَجَاتِه، ووضوحَ رؤيةٍ، ونَفاذَ بَصيرَة.
فإيَّاهُ نَبْغِي، وعليهِ –بعدَ الله تعالى –نُعَوِّلُفي استكمالِ المسيرةِ المُظَفَّرَةِ – بإذن الله –عَبْرَ تجديد التَّعَهُّدِ بمواصلة خدمة البلد، من موقع القيادة.
{رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}
صدق الله العظيم.
والآن، أدعوكم،يا فخامة الرئيس، إلى التفضلِ بقص الشريط الرمزي، إيذانا بالبدء في تشغيل خط الربط الكهربائي، وإعطاء الإشارة للبدء في تنفيذ أشغال مشروع كهربة 13 مدينة في المنطقة.
وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد وضعه حجر الأساس وإزاحته اللوحة التذكارية لهذا المشروع الحيوي، تلقى رئيس الجمهورية شروحا من طرف المدير العام لشركة صوملك السيد الشيخ ولد عبد الله ولد بده حول الإجراءات الفنية المتبعة في تنفيذه، ومدى مساهمته في توفير التغطية الكهربائية لسكان الإرياف في ولاية اترارزة، والطرق والإجراءات الرقابية التي سيتم اعتمادها لتنفيذه وفق الشروط والضوابط المحددة في دفتر الالتزامات.
تعميم النفاذ إلى خدمات الطاقة الكهربائية لأكثر من 9000 أسرة في قرى التاكيلالت وتنورات وبير السعادة والحرث وبيرد وتكوماطين وقوبا 24 والصفا وبمبري وآجوير وأميسيكه والصواب وتنحمد، وسيمكن من تحسين الظروف المعيشية للسكان الواقعين على مساره وتعزيز الأمن العمومي.