في إطار فعاليات اليوم الثاني من زيارة العمل التي يؤديها لولاية كوركول، دشن رئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم !الجمعة) في أمبود كهربة منطقة مثلث التنمية (آفطوط الشرقي).
ويهدف هذا المشروع، الذي بلغت كلفته المالية قرابة 8 مليارات أوقية قديمة بتمويل مشترك بين الدولة الموريتانية ومجموعة البنك الإسلامي، إلى كهربة منطقة آفطوط الشرقي المعروفة حديثا باسم “مثلث التنمية”، والواقعة بين أمبود ومونكل وباركيول، وذلك عبر تشغيل الخط الكهربائي عالي الجهد، 90 كيلو فولت، الذي يربط محطة التحويل، التابعة لمنظمة استثمار نهر السينغال في سيلبابي، بمحطة التحويل الفرعية بامبود، المنشأة حديثا (90/33 كيلو فولت)، وهو ما سيسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمنطقة آفطوط الشرقي.
وتابع رئيس الجمهورية شروحا وافية حول هذا المشروع مقدمها المدير العام للشركة الوطنية للكهرباء الشيخ عبد الله ولد بده والمدير العام للكهرباء في وزارة البترول والمعادن والطاقة؛ قبل أن يقص الشريط الرمزي ويزيح الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا ببدء تشغيل هذا المشروع الحيوي لصالح سكان المنطقة.
وتابع الحضور فلما وثائقيا يعرض بالأرقام والصور مختلف الإنجازات التي تحققت على مختلف ربوع الوطن في مجال الكهرباء خلال السنوات الأربع الماضية، والمشاريع قيد الإنجاز التي تهدف إلى تعميم خدمة الكهرباء في مختلف مناطق البلاد.
وفي كلمة له بالمناسبة، اكد وزير البترول والمعادن والطاقة؛ الناني ولد أشروقة، أن هذا المشروع يكتسي أهمية بالغة، لكونه سيوفر الطاقة الكهربائية لتشغيل منشآت معالجة وضخ مياه سد فم لكليته، التي لم تكن مستغلة بما فيه الكفاية، بسبب غياب مصدر دائم للتغذية بالطاقة، في ظل الحاجة الماسّة إلى الماء لأغراض الشرب والري الزراعي في المنطقة.
وتقدم بالشكر إلى الشركاء في كل من البنك الاسلامي للتنمية وصندوق الأوبك للتنمية الدولية، على الدعم الذي ما فتئت هاتان الهيئتان تقدمانه لموريتانيا؛ خاصة في كجار تمويل مشاريع البنى التحتية للطاقة.
واستعرض ولد أشروقة مختلف الانجازات التي تحققت في مجال الكهرباء، مبرزا أن المؤشرات العامة للقطاع شهدت تحسنا معتبرا، حيث ارتفعت نسبة الولوج إلى خدمات الكهرباء من 42% سنة 2019 إلى 56% سنة 2023.
وقال إن هذا المشروع يتنزل في برنامج متكامل يستهدف تعميم النفاذ الشامل لخدمات الكهرباء، وفق الاستراتيجية الوطنية للكهربة، التي أعدها القطاع، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية القاضية بوضع خدمات الكهرباء في متناول كافة المواطنين بحلول سنة 2030.
وذكر أن من بين هذه الإنجازات كهربة 77 قرية التي شارفت الأشغال فيها على نهايتها، مبرزا أن القطاع يستعد في الوقت الحالي لإطلاق كهربة 127 قرية إضافية، على أن يتم تنفيذ الأشغال خلال سنة 2024؛ مبرزا أن مشروع كهربة المناطق الريفية بولايتي الحوض الشرقي والحوض الغربي، المعروف ب RIMDIR، سيتيح كهربة أزيد من 100 بلدة معزولة، بغلاف مالي يبلغ 50 مليون دولار أمريكي، مقدمة كمنحة من البنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس المستوى الرفيع من المصداقية، الذي تحظى به موريتانيا في أوساط الهيئات المالية الدولية.