شهد مركز "المرابطون" الدولي للمؤتمرات في نواكشوط، مساء الخميس، حفل اختتام فعاليات الملتقى الرابع للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، الذي أشرف على افتتاحه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم 9 يناير الجاري.
وشهد المؤتمر المنظم هذه السنة تحت شعار “التعليم العتيق في إفريقيا: العلم والسلم ”، على مدى ثلاثة أيام، عدة جلسات وندوات تناولت، في مجملها، حصيلة التجربة التاريخية للمجتمعات الإفريقية عبر مؤسسات التعليم العتيق.
و أصدر المشاركون في مؤتمر نواكشوط مقترحات وتوصيات شملت :
التعريف بالتجارب التعليمية الإيجابية والناجحة في مؤسسات التعليم العتيق على مستوى قارة إفريقيا
وتشجيع إنشاء الأوقاف الأهلية والحكومية لدعم الطلبة والعلماء،
والدعوة إلى تعزيز الترابط بين التعليم العتيق والتعليم النظامي في إفريقيا.
ولدى إشرافه على اختتام أعمال المؤتمر، أكد وزير التنمية الحيوانية احمديت ولد الشين؛ وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي وكالة، أن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، "استطاع بفكره ورؤيته النيرة وجهوده الجبارة أن يعيد لموريتانيا دورها التاريخي في صدارة المنتظم الدولي والفضاء الإفريقي، ومد جسور التواصل بين ماضي البلاد وحاضرها"؛ مبرزا أن الدين الإسلامي يظل "المرجعية الروحية والفكرية والحاضنة الثقافية لساكنة هذه البلاد".
وأعرب عن شكره لرئيس منتدى أبوظبي للسلم، الشيخ عبد الله بن بيه، على هذه المبادرة وجهوده المبذولة على المستوى الدولي لنشر ثقافة السلم والفهم الصحيح لتعاليم الدين الصحيحة من أجل الحفاظ على تماسك الأمة وإبراز الصورة الناصعة للإسلام.
بدوره استعرض رئيس منتدى أبوظبي للسلم؛ الشيخ عبد الله بن بيه، ما قامت به مراكز ومدارس التعليم العتيق على مرّ العصور من دور في نشر العلم والمعرفة في القارة، وما أسهمت به من جهد في استتباب السلم المجتمعي، والتآلف بين مختلف شرائح المجتمعات المحلية، وتدارس كيفية استدامة جهود العلم والسلم في الحاضر والمستقبل، مؤكدا أن ملتقى هذا العام “محطة جديدة على دروب السلام، التي سلكها المؤتمر الإفريقي في بحثه الدائم عن أسباب الوئام والأمن، والعافية والسكينة”.
أما رئيس جامعة القاهرة السيد محمد عثمان الخش، فبين، في كلمته بذات المناسبة، أن العالم اليوم يحتاج إلى تحقيق واستعادة روح العلم العتيق وتوسيع علم المقاصد وتطوير مؤسسات التعليم العتيق لتدخل منظومة استراتيجيات وأسس التعليم الوطنية الحديثة ، مشيرا إلى أنه بدون تحقيق السلم في نفوس الأشخاص لن يتم تحقيقه على الأرض.
ومن جانبه أبرز مفتي جمهورية تونس الشيخ هشام محمود، أن التحديات التي تواجه القارة الإفريقية اليوم تحتاج إلى فكر نير، مشيرا إلى أنهم سعوا من خلال المؤتمر إلى إبراز أهمية الأمن والسكينة والسلم للمجتمعات.
و تم خلال المؤتمر تنظيم جلسة تحت عنوان: قمة المرأة والشباب: التحصين والتمكين، قدمت جملة من العروض والمداخلات تستعرض آليات تمكين هاتين الفئتين من المجتمع في مختلف المجالات، وتحصينهم ضد الغلو والتطرف.
وأعرب المشاركون في الملتقى الرابع المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم عن شكرهم وعرفانهم للحكومة الموريتانية على رعايتها، معلنين امتنانهم للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على العناية و الرعاية التي حظي بها ضيوف هذا المؤتمر كما ثمنوا مشاركة فخامة رئيس جمهورية غامبيا آداما بارو و تشريفه للمؤتمر.