**وعانقت أبكار المعارف خردا وساعدك السعد البهي المنور
وواجهك الرب الكريم بعطفه ووولي لك النول الهني الموفر**
صاغ صوته الحاضن مفردات الورع في مدن الرمال وأفئدة أهل الصحراء، لترسم ابتسامته في القلوب لوحة الإيمان الشهي؛
امتلك المفكر حمدا بن التاه دون عناء يذكر كنوز عقل ورزانة آل العاقل وناصية فلسفات الأمم، مطوعا لغات الفكر بنهم لائق لإبداع تراث وأدب الكون، محيلا الحياة من حوله عبورا شاعريا رصعه تبر الجمال وكمال متعة الكرامة.
تناثرت تفاصيل أناقة جيل عبقري، واختفت قدرته على إسماع الحق ودحر أوبئة الفكر، وطمأنينة أمة تكفلت عقول جميلة بمواكبة امتهانها الوجودي للتشبث بمقام يليق بفعلها الحضاري.
أسس لمدرسة عقلانية أحيت السنة وسخرت العقل لتطويع إكراهات وتحديات ولوج المدنية بإبداع نهج التسامح وإثراء الفكر السياسي الإسلامي بمواكبة محكمة للإمتهان الدمقراطي و إرساء استقرار سياسي مفعم بالخصوصية الحضارية عبر طرح حداثي أسكت التعصب ولجم التسيب؛ كان له الدور المرجعي في استتباب الحياة السياسية والعبور بسفينة البلد نحو شاطئ استقرار التعددية.
يشتغل رواد المجتمع العلمي في جامعات العالم ومراكز البحث الاستراتيجي على سبل الاستفادة من أساليب الحوار الفكري مع جماعات التطرف التي تفانى في التنظير لها كآلية ناجعة جعلت من المقاربات الأمنية الموريتانية مثالا يحتذى ورسالة ناصعة عن الرحمة التي جعل الإسلام منها زينة لحياة البشرية.
حاز إرث الأنبياء وكرامات الولي، صولجان الشعر، هيبة رجل الدولة، قبول المصلح واحترام المخالف؛ وقدرا لا يستهان به من الرفعة والكبرياء؛ عبر بهدوء عبقري نحو مقام الثقة وامتلك سلطة التأثير في المجتمع والدولة بفضل الله وجهد علمه وز هده وانشغاله الدائم بأعالي الأمور.
تقبل الله المعلم حمدا بن التاه في أعالي الفردوس وألهم العالم الإسلامي صبر فقد يدمي القلوب ويعتصر الأرواح؛ إنا لله وإنا إليه راجعون
عبد الله ولد حرمة الله