أكدت أبحاث طبية أنه يمكن علاج المرض المزمن والخطير باستخدام الطعام فقط ودون الحاجة للأدوية، وذلك وفقاً لفريق من العلماء بجامعة جورج واشنطن فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وكشفت النتائج أن إتباع مرضى السكر الحمية النباتية قد يساهم بشكل نهائي في العلاج، ويضبط مستويات السكر بالدم، وفسر الباحثون ذلك، أن الألياف الموجودة داخل هذه الأطعمة تساعد على إبطاء امتصاص السكر بالدم، كما يساهم فى انخفاض مستويات الدهون الحيوانية التى يتناولها المريض خلال اتباع هذه الحمية فى تحسين حساسية هرمون الأنسولين، وهو ما يعد أمراً مهما، خاصة وأن أجسام مرضى السكر تقاوم هذا الهرمون.ولم تتوقف الفوائد الصحية لاتباع الحمية الغذائية النباتية عند هذا الحد، بل أكد الباحثون أن اتباع الحمية الغذائية النباتية يساهم أيضاً فى تحسين مستويات الهيموجلوبين السكرى «HbA1c»، أو ما يعرف بالسكر التراكمى، وهو من المؤشرات الحيوية التى يجب خفض مستوياتها بالدم، كى لا يتعرض مريض السكر للإصابة بمشاكل العين والتهاب الأعصاب وأمراض القلب.ولفت الباحثون إلى أن التأثيرات الرائعة للحمية النباتية تماثل تأثير الأدوية التى تمنع هضم وتكسير الكربوهيدرات، والتى يستخدمها العديد من مرضى السكرى، بجانب أن الحمية النباتية تخفض أيضاً ضغط الدم ومستويات الكولسترول وتحد من الوزن الزائد، كما أكدوا أن الممارسات المتعلقة بتغيير الحمية الغذائية التى يتبعها مرضى السكر وتحولهم إلى أشخاص نباتيين يمكن اعتمادها كاستراتيجية جديدة لعلاج المرض والسيطرة على أعراضه، حيث ستغنى الحمية الغذائية النباتية عن استخدام الأدوية الخافضة للجلوكوز بالدم، وهو ما يعد أمراً مثيراً للغاية.وبعد استعراض هذه النتائج المثيرة، سيصبح السؤال الأهم الذى يدور فى رأس مريض السكر، ما الحمية الغذائية النباتية؟ وكيف يضمن الحصول على جميع الفيتامينات والمعادن التى تحتوى عليها مصادر اللحوم الحيوانية.وللإجابة على هذا السؤال، يوضح مركز مايو كلينيك الطبى بالولايات المتحدة الأمريكية أن الحمية الغذائية النباتية تقتضى تناول الأطعمة النباتية مثل الخضراوات والفواكه والحبوب والمكسرات، مع الابتعاد عن تناول اللحوم الحمراء والأسماك ولحوم الدجاج والبيض، ومنتجات الألبان مثل اللبن والجبن والزبادى والزبدة.وتكمن المعضلة الكبرى فى ضرورة تناول العناصر الغذائية التى يفتقدها جسمك حال الاستغناء عن الحمية الغذائية الحيوانية، مثل فيتامين «ب 12»، وعنصر الكالسيوم الموجود داخل منتجات الألبان، ولذا نوضح لكم أبرز الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة المتوفرة فى النباتات بما يعدل وجودها فى غيرها، مع توضيح الأطعمة التى تحتوى عليها:1الكالسيوم: ضرورى لصحة العظام والأسنان، ويمكن الحصول عليه من الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن مثل الجرجير والبروكلى، وكما يوجد أيضاً فى منتجات الصويا: مثل لبن الصويا وزبادى الصويا وجبن التوفو.2 اليود: يساهم فى عمليات التمثيل الغذائى والنمو ويمكن الحصول عليه من فول الصويا والبطاطا والكرنب والقرنبيط.3 - الحديد: مكون ضرورى لكريات الدم الحمراء ويمكن الحصول عليه من البسلة والعدس والخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن والفواكه المجففة، وكما يجب تناول الأطعمة المحتوية على فيتامين «ج» كى نساعد على امتصاص الحديد مثل الفراولة والبرتقال واليوسفى والطماطم والبروكلى.4 - الأوميجا-3: وهى ضرورية لصحة القلب، وتوجد فى زيت الصويا والكانولا والكتان، وبعض المكسرات مثل عين الجمل.5 - البروتينات: ضرورية لصحة البشرة والعظام والعضلات والأعضاء المختلفة، ويمكن الحصول عليها بتناول البقوليات والعدس والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة.6 - فيتامين «ب 12»: ضرورى للوقاية من الأنيميا، وتعزيز صحة كريات الدم الحمراء، وهو موجود بشكل خاص فى المصادر الحيوانية، ونادر الوجود بالمنتجات الحيوانية، ولذا ينصح بتناول الحبوب ومنتجات الصويا المدعمة بفيتامين «ب 12»، كما ينصح بتناول المكملات الغذائية المحتوية عليه.7 - فيتامين «د»: يلعب دوراً حيوياً فى صحة العظام، ويوجد بشكل ملحوظ فى الألبان والأسماك، والتى لا يتناولها الشخص الذى يتبع الحمية النباتية، ولذا يمكن تناول هذا الفيتامين من خلال الحبوب والأطعمة المدعمة به، وأيضاً يمكن الحصول عليه من خلال المكملات الغذائية.8 - الزنك: عنصر حيوى لتصنيع الأنزيمات والبروتينات وانقسام الخلية، ويمكن الحصول عليه من الحبوب الكاملة ومنتجات الصويا والبقوليات والمكسرات وجنين القمح.ولا تقتصر فوائد الحمية الغذائية على مرضى السكر، وإنما تشمل الجميع، فحسب ما نشرت بالدراسات الطبية فى عدد من الدوريات الطبية، تساهم الحمية النباتية فى تقليل فرص زيادة الوزن على المدى البعيد، وهو ما يحد من خطر الإصابة بالسمنة والسكرى وذلك حسبما أكدت دراسة حديثة أشرف عليها باحثون من المركز البريطانى لأبحاث السرطان. وتساهم أيضاً فى تحسين مستويات الكولسترول، بل وتخفضه بفاعلية تماثل أدوية خفض الكولسترول، وذلك حسب الدراسة التى أشرف عليها باحثون من جامعة تورنتو الكندية، ونشرت بالدورية «Journal of the American Medical Association». تخفض الحمية النباتية غالباً فرص إصابة الأشخاص النباتيين بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك حسب دراسة أشرف عليها باحثون بريطانيون، ونشرت مؤخراً بدورية «Food Technology». وتنخفض نظرياً معدلات وفاة الأشخاص النباتيين بالأمراض المختلفة، وذلك حسبما نشر بدورية« JAMA». كيف نبدأ فى تطبيق هذه الحمية؟ حسب التقارير الطبية، يمكن البدء فى تطبيق الحمية الغذائية النباتية بشكل تدريجى، وذلك بتناول صنف جديد كل أسبوع لا يحتوى على أى من مكونات المنتجات الحيوانية المختلفة، وكما يجب استبدال المنتجات الحيوانية بأخرى نباتية، بالإضافة إلى ضرورة إجراء عملية بحث على مواقع الإنترنت بخصوص الأطعمة النباتية اللذيذة وطريقة تحضيرها، وهو ما سيشجع مرضى السكر والأشخاص الأصحاء على اتباع الحمية الغذائية النباتية والاستمرار فى ذلك دون مشاكل. مفاجأة لمرضى السكر من النوع الأول.. أنسولين «ذكى» يضبط مستويات السكر فى الدم «أوتوماتيكياً» من جهة أخرى كشفت الأبحاث الطبية الحديثة عن علاج جديد لمرضى السكر من النوع الأول، والذى يصيب الأطفال غالباً، وذلك وفقاً لدراسة مثيرة أشرف عليها علماء من جامعة يوتا للعلوم الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية. وتمكن الباحثون من اكتشاف أنسولين «ذكى» يعرف باسم «Ins-PBA-F»، يتمتع بالقدرة على تنظيم وضبط مستويات السكر فى الدم بشكل أوتوماتيكى، ودون الحاجة لتدخل العنصر البشرى، والذى قد يجعل الأمور تزداد سوءاً، نظراً لأن ضبط مستويات السكر من الأمور الصعبة والخطيرة، خاصة إذا تم حساب جرعة الأنسولين بشكل خاطئ. المثير أن هذه النتائج نشرت فى شهر فبراير الجارى بالمجلة الطبية ذات المصداقية العالية «Proceedings of the National Academy of Sciences»، وأكدت النتائج أن هذا الأنسولين سيجعل حياة مرضى النوع الأول أسهل بكثير وسيخفف من معاناتهم. وأوضح الباحثون أنهم قاموا بتركيب مستشعر للجلوكوز حول جزىء الأنسولين، وبالتالى فإن الأنسولين المطور سينشط فى الدم بشكل تلقائى حال ارتفاع مستويات الجلوكوز. وكشفت التجارب التى أجريت على الفئران فاعليته الأنسولين الذكى فى ضبط مستويات السكر لمدة لا تقل عن 14 ساعة متواصلة، حتى فى حالة تكرار ارتفاع مستويات الجلوكوز بالدم. وأشار الدكتور دانى تشو، المشرف الرئيسى على هذه الأبحاث، أن أداء الأنسولين الذكى داخل الدم يتميز بالسرعة والكفاءة فى خفض سكر الدم، بشكل يفوق فاعلية الأنسولين طويل المفعول «detimir»، والذى يتم تسويقه تحت اسم «LEVIMIR». ويتوقع الباحثون أن يكون الأنسولين الذكى «Ins-PBA-F» آمناً حال استخدامه بشكل يومى منتظم. لافتين إلى أنهم يأملون أن يساهم هذا العلاج الجديد فى تخفيف العبء على مرضى السكر من النوع الأول، وذلك بتقليل جرعات الأنسولين المتكررة، والمساهمة أيضاً فى ضبط مستويات السكر فى الدم بشكل أكثر دقة. ويستكمل الباحثون حالياً اختبارات الفاعلية والأمان الخاصة بالأنسولين الجديد، وقد تبدأ التجارب الإكلينيكية خلال عامين من الآن، حسبما نشر مؤخراً على الموقع الأخبار الشهير «فوكس نيوز».