الشيخ عبد الله بن بيه يؤكد أهمية بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية

ثلاثاء, 2024-03-19 18:53

بدأت، اليوم من جوار بيت الله الحرام  في مكة المكرمة؛ برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ،أعمالُ المؤتمر الدولي حول "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" الذي تنظِّمه رابطة العالم الإسلامي بمشاركةٍ واسعةٍ من ممثلي المذاهب والطوائف الإسلامية، حيث أعلَنَ الأمين العام للرابطة، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في جلسته الافتتاحية، عن عزم المؤتمرين إطلاقَ "وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، التي ترسمُ معالمَ مضيئةً ودَلالاتٍ إرشاديةً مهمَّةً وتَبني جُسورًا من الإِخاءِ والتعاوُنِ بين المذاهب الإسلامية، لخير الأمة في مواجهة التحديات.

واستفتَح معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ العيسى كلمتَه، قائلًا: "نسعَدُ في رابطة العالَم الإسلامي بإطلاق المؤتمرِ التاريخيِّ الأوّل من نوعه، في الرحاب الطاهرة والشهر المبارك، وذلك في امتدادٍ لمضامينِ وثيقةِ مكةَ المكرمة".

ولفَتَ إلى أنَّ المؤتمرَ -بعلمائه الراسخين من مُخْتَلَفِ التَّنَوُّع المذهبيّ في عالَمِنا الإسلامي- جاء ليؤكِّد أنَّ الأمَّةَ الإسلاميةَ بخير، وأنَّ عُلماءَها الربانيين هم القُدْوَاتُ الحسنةُ والمَثَلُ الشرعي.

وأشاد بإدراك علماء الأمةِ براسخ علمِهِم وحكمَتِهم أنَّ التنوُّعَ المذهبيَّ لا بد معه من استيعاب أمور كثيرة، تتمثّل في أمورٍ منها: أنَّ الاختلاف والتنوُّع سُنَّةٌ مِنْ سُنَن الله تعالى، وأنَّ الحقَّ مطلبُ الجميع وعلى كُلِّ مسلمٍ البحث عنه ولُزوم جادَّته، وأنَّ المذاهب الإسلامية أحوج ما تكون إلى كلمةٍ سواءٍ بينها تجمعُها ولا تفرِّقُها، وهو المشتركُ الإسلاميُّ الجامع، ولا مشترَكَ أوضح وأبين كمشترك الشهادتين وبقية أركان الإسلام وثوابته.

وشدَّد العيسى على أنَّ أهل الإسلام جميعًا تحت راية الإسلام ومظلتِهِ مهما اختلفت مذاهبهم، كما أنَّه لا محلَّ لأيٍّ من الأسماء والأوصاف الدخيلة التي تُفَرِّقُ ولا تَجمَع؛ إلا ما كان منها مُوَضِّحًا للمنهج كاشِفًا لوصفه، على ألا يكونَ بديلًا ولا منافِسًا لاسم الإسلام الذي سمَّانا اللهُ به.

بعد ذلك، بدأت الجلسة الأولى لأعمال المؤتمر، حيث أكد سماحة العلامة رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي عضو المجمع الفقهي الإسلامي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيَّة، أنَّ أهميةَ الوحدة الإسلامية ومكانتها بالنسبة للمجتمعات الإسلامية أمرٌ أجمع عليه العلماء، مشيراً إلى أنَّ الوحدة مفهوم إسلامي عظيم يغطي جميع العلاقات الفردية والجماعية والدولية.

وفي نهاية كلمته، لفت معالي الشيخ ابن بيه إلى أن هذه الوحدة التي يتحدث عنها المؤتمر ليست وحدة طاردة أو إقصائية تجاه الانتماء إلى أفق الإنسانية الرحب، بل هي وحدة تتعايش مع عموم البشر بمختلف أديانهم وأعراقهم، وفقاً لقاعدة المشتركات الإنسانية وطبقاً لقانون المصالح والمفاسد الذي هو أصل مقرّر من أصول الشريعة.

واختتم الشيخ بن بيه كلمته بالثناء على جهود رابطة العالم الإسلامي ومعالي الأمين العام الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى في التقريب بين المسلمين ومد جسور الوحدة والتعايش بينهم.

وجرى على هامِشِ انطلاق المؤتمَرِ توقيعُ مذكرةِ تفاهُمٍ بين رابطةِ العالم الإسلامي ومنظمةِ التعاوُن الإسلامي؛ حيث وقَّعها مِنْ جانب الرابطة معالي الأمين العام للرابطة، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، ومن جانب المنظَّمة معالي أمينها العام، السيد حسين إبراهيم طه.

وتجسِّد المذكرةُ التعاونَ المُشتركَ بينَ رابطة العالَم الإسلامي ومنظمةِ التعاون الإسلامي على تنفيذ مخرجات مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، رمز الوحدة والتسامح.كما جرى توقيعُ مذكرةِ تفاهُمٍ بين المَجْمَع الفقهيِّ الإسلاميِّ برابطة العالَم الإسلامي ومجمَعِ الفقهِ الإسلاميِّ الدوليِّ التابعِ لمنظمة التعاوُن الإسلامي، وذلك لتعزيز التعاوُن في البحوث العلمية ونشر ثقافة التسامح والاعتدال وتعزيز الوَحدة الإسلامية.