تميزت سنوات مأمورية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الخمس المنصرمة، بمحاور إصلاحية كبري غير مسبوقة في التاريخ السياسي لبلادنا؛ منها علي سبيل المثال لا الحصر ، التهدئة السياسية والحرص الفائق على اللحمة والتماسك الاجتماعيين، من خلال العناية بالفئات الهشة، وإطلاق المدرسة الجمهورية، كما تميزت بالحفاظ علي التوازنات الاقتصادية الكبرى رغم جائحة كورونا، ولعل ذلك ما انعكس إيجابا على تحسن القدرة علي حشد التمويل و إعفاء المديونية.
كما تميزت هذه المأمورية بعمل جيد في مجال المعادن، ولنا في حصيلة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) و تنظيم التعدين الأهلي في موريتانيا خير مثال على ذلك.
وفي مجال تنموي اقتصادي آخر، لا يقل أهمية عن سابقيه، تم تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأرز و زيادة الإنتاج من الخضروات والشروع في زراعة محاصيل استراتيجية أخرى كالاعلاف والقمح مما سيكون له الأثر الإيجابي علي سيادتنا الغذائية و ميزاننا التجاري الخارجي.
وفي مجال المياه تم العمل على توسيع الشبكات وإطلاق مشاريع هيكلية مهمة كتغذية مدينة كيفة ومنطقة آفطوط من مياه النهر ، كما توسعت محطات الكهرباء و شبكات توزيعها، وأطلقت مشاريع كبري في البنية التحتية للطرق والنقل ، وهو ما سيكون له الأثر والانعكاس الإيجابي على المجالات الحيوية التنموية.
كما منح فخامة الرئيس خلال الخمسية المنصرمة أهمية وعناية خاصتين للثروة الحيوانيه والتنمية المستدامة، وتحديات التغيرات المناخية، وأطلق برامج التصدي لجائحة "كورونا" ومكافحة الجفاف؛ فضلا عن النجاحات الكبرى في المجالين الدبلوماسي والأمني.
و على وقع هذه الرؤى والإنجازات غير المسبوقة، وبعيدا عن الرياء السياسي، قدم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بكل رزانة وحكمة، رسالة ترشحه للعهدة الثانية، من خلال خطاب إلى الشعب الموريتاني باللغة التي يفهما الجميع، وعبر الوسائط التي يواكبها ويتابعها الكل، حيث جمعت بين التذكير بالمنجز واستحضار العهد وتحديد ملامح الفترة القادمة، التي اختار فيها فخامة رئيس الجمهورية مواكبة الإرادة والطموحات الشبابية، فأسماها مأمورية الشباب.
هذه المأمورية الثانية المباركة التي قدم فخامة الرئيس ملف ترشحه لها من اجل استكمال المشاريع الطموحة التي بدأها مع عهدته الأولى كاستمرار نهج التهدئة السياسية والحكم الرشيد، وإنصاف الكل ومؤازرة الفئات الهشة وبسط الأمن والاستقرار وإطلاق المشاريع التنموية الهيكلية الكبرى مع بدأ استغلال مواردنا الوطنية الطبيعية كالغاز و المعادن و الزراعة و الطاقات المتجددة.
وإيمانا منا بأن قيادة البلد تحتاج للخبرة والتجربة مع القدرة على سد مكامن الخلل وتلبية تطلعات الشعب وما يحتاجه الوطن؛ بعيدا عن أسلوب ركوب الأمواج التي اعتادها البعض في مثل هذه المواسم السياسية لحاجة في نفس يعقوب، أو استغلال وسائط التواصل الاجتماعي لمحاولة تضليل الرأي العام بنشر الأكاذيب والتفاهات من قبل البعض الآخر بهدف الابتزاز عن طريق إثارة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الحساسة . ايماناً منا بكل ذلك في هذه الفترة المفصلية من تاريخنا ، أدعو كافة شركائنا في الوطن الي أن نثب وثبة رجل واحد ونحن متحدون، كي نكون سندا لقائد مسيرة النماء؛ فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
وهنا أقف بشكل خاص لأوجه نداء إلى كافة سياسيي وأطر و وجهاء ونشطاء دائرتنا؛ مقاطعة مال الفتية، لنكران الذات و الوقوف صفا واحدا في هبة محلية غير مسبوقة؛ ردا للجميل و مواكبة الحراك الوطني الكبير المحضر للانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك من أجل البدأ في التحضير الميداني المنسق والفعال لأطلاق موحد للحملة الانتخابية، وتكثيف الجهود في يوم الاقتراع؛ بروح الفريق الواحد، سبيلا إلى توطيد المنجز وتثمينه، و تسليط الضوء علي مقاطعتنا، وإظهار حجم الدعم الحقيقي الذي يحظي به فخامة رئيس الجمهورية فيها، مع استحضار ضرورة المشاركة في توحيد الجهود لصون الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية والأمن والاستقرار والسكينة في ظل التحديات الأمنية والسياسية فالتي يشهدها محيطنا الإقليمي بفعل التجاذبات بين القوى والمحاور الدولية.
إن العهدة الرئاسية الثانية، التي ندعو لها ونعمل من أجلها، إضافة إلى كونها مأمورية للشباب بروحه وإرادته وطموحه، هي مأمورية استمرار التنمية وتوطيد دعائم الاستقرار والأمان، واستكمال البناء، من أجل غد أفضل لبلادنا.
عاشت موريتانيا عادلة، قوية آمنة و مزدهرة.