يتم التسابق في الحزب إلى التعيين في الحملات الانتخابية ، و الناس في ذلك على ثلاثة أصناف :
1- صاحب مهمة يستحضر أخلاقه و ثوابته الدينية و المجتمعية، و يقوم بعمله بطريقة مهنية ، يتعاون بكل المعنيين بها ، و لا يدخل الصراعات المحلية، و يكسب ثقة الجميع ، يعود من مهمته و قد ترك صورة محترمة في مكان المهمة، تكون نموذجا تتناقله الأجيال .
2- مستثمر سياسي ، يستغل المهمة لمستقبله السياسي ، فيتعاطى بإيجابية مع الجميع ، و يميز بين الناس على أساس الأثر الذي سيخدم مستقبله ، لا يصتدم بالأقوياء و لا يكون مبتذلا مع الآخرين ، و يوازن بطريقة لا تغضب المؤثرين ، و لا تجعله يواجه غيرهم .
3- مستثمر مالي ، ينتهز فرصة الحملة لجمع المال ، يوزع الابتسامات و الوعود ، و ينطلق مع كل بارقة أمل، و هذا النوع مطلوب عند السياسيين المحليين، لكنه سينكشف عند الجميع ، و تبقى صورته معلقة في أذهان الجميع ، و سيعود ليجد الأحاديث حول مغامراته و جولاته يتحدث عنها في كل مكان ..
مقاطعة مقطع لحجار من أخطر الأماكن على مديري الحملات، فهي تسجل كل الأحداث و التفاصيل في الذاكرة المحلية ، كتابة و حديث صالونات ، و يتم توزيعها على كل الموريتانيين ، لأن أبناء المقاطعة في كل القطاعات، و في كل أرجاء المعمورة ، و ماكنتهم الإعلامية قوية و مؤثرة.
الانتخابات الرئاسية 2019 كانت نموذجا لأنواع المستثمرين ، و قد خرج منها نظيفا محترما ، كل من مدير الحملة المختار ولد بوسيف ، و نائبه المهندس أبوبكر بلاتي .
فالأول كان رجلا قويا ، عرف مهمته و فرض معاملة محترمة و حملة تخضع لإدارته و إرادته.
و الثاني كان وعاء للقيم و الأخلاق الأصيلة ، بعيدا عن مواقع التهم ، ينفر من السفساف، و يتعاطى بأريحية و احترام مع الجميع ، و لا يقبل بالأحاديث الجانبية و لا التماهي مع رغبات السياسيين .
و للمقاطعة تجارب مشهورة ، في الحملات الرئاسية و حملات النواب و البلديات في سنوات خلت ، و الناس يعرفون من بنى منزلا بعد عودته من الحملة ، و من اشترى سيارة، و من لا زال يركض وراء سياسي المقاطعة ، بذات الطريقة التي أراها للناس في الحملة.
سيكون على القادمين الجدد في الحملة أن يركزوا على مهمتهم ، و يحذروا التماهي مع رغبات السياسيين، و الاجتماعات الصورية و "دفاتر الملاحظات" و الدعوات إلى منازل الناس ، فكل ذلك سيجعلهم مواضيع تندر و نكات ، ف"مقطع لحجار" لا يرحم ، فلطالما رفع رجالا و أنزل رجالا ..