أكد الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، في خطبة عرفة لموسم الحج هذا العام، أن الحج هو إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة لله، وليس مكانًا للشعارات السياسية ولا التحزبات؛ مما يوجب الالتزام بالنظم والتعليمات التي تكفل أداء الحجاج لمناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة.
وقال: "من المنطلقات الواضحة جاءت الشريعة المباركة بتحصيل المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد أو تقليلها، وقررت أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، كما جاءت بتحصيل أعلى المصالح ولو بتفويــــــت أدناهـــــا، وبارتكاب أدنى المفسدتين لدرء أعلاهما".
وأضاف في خطبته: "جاءت الشريعة بكل ما تزدهر به الحياة، وتحصل به التنمية، ومنعت من الإضرار بالآخرين، أو إلحاق الأذى بهم، وأمرت بالعدل والأخلاق الفاضلة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصدق الحديث، وحفظ الحقوق مع إيصالها لأهلها، وأداء الأمانات، والوفاء بالعقود والعهود والسمع والطاعة لأصحاب الولاية.. وقد أكد الشارع الحكيم وجوب المحافظة على الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع على العناية بها وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، بل اعتبر الشرع أن التعدي عليها جريمة تكون سببًا للع
.و تابع خطيب عرفة: "على كل مؤمن أن يسعى إلى المحافظة على الضروريات الخمس؛ ما يؤدي إلى سلامة الخلق واستقرار الحياة وانتشار الأمن وتمكن الناس من تحصيل مصالحهم الدينية والدنيوية، وعليه أن يتعاون مع غيره في ذلك تقربًا لله، وطلبًا لثوابه في الآخرة... وعلى كل مسلم عدم تمكين العابثين من محاولة التأثير في مقاصد الشرع في المحافظة على هذه الضروريات".
وختم الشيخ العقيلي خطبته بقوله: "إنكم في عرفة في موقف عظيم يباهي الله بكم ملائكته، فهذا موطن شريف وزمان فاضل تضاعف فيه الحسنات، وتغفر فيه السيئات، وترفع فيه الدرجات".