جريدة الأهرام المصرية ‎/ موريتانيا: 6 منافسين للغزواني في سباق الانتخابات الرئاسية 29 يونيو

خميس, 2024-06-27 09:50

‎في الأشهر الأخيرة، شهدت الساحة السياسية الموريتانية تطورات ملحوظة، مع تحولات لافتة في المشهد السياسي، اتسمت بالتفاف كثيرين حول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي انتُخب عام 2019، ويخوض حاليا انتخابات الرئاسة المقررة يوم 29 يونيو 2024.ويرى مراقبون أن محمد ولد الشيخ الغزواني هو المرشح الأوفر حظا لولاية رئاسية ثانية؛ يستكمل فيها مشروعه السياسي الذي بدأه منذ 2019، وتميز بجهوده الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة في البلاد؛ لكنه يخوض حملة انتخابية ساخنة بفعل التحديات التي يشهدها السباق الرئاسي.

‎وينافس ولد الشيخ الغزواني في الرئاسيات الحالية 6 مرشحين من المعارضة، بينهم مرشح عن حزب "تواصل"؛ ذي المرجعية الإخوانية، وناشط حقوقي، ومحامٍ شاب، وينتمي الأخيران لأقلية "الحراطين"، فيما يدخل التنافس أيضا مرشحان آخران عن أقلية الزنوج؛ وهو ما يشي بتشتت الأصوات بين المتنافسين، ويعقد عملية العبور بسهولة من الشوط الأول.

‎ويعتزم المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، الاستمرار في مشروعه السياسي؛ الذي قدمه للشعب الموريتاني في مارس 2019، إبان تقدمه للترشح، ويعتمد على أسس قوية للإصلاح والتحول السياسي والاقتصادي في موريتانيا.

‎ويستمد هذا المشروع قوته من ظهير سياسي قوي يتمثل أساسا في حزام من أحزاب الأغلبية على رأسها حزب "الإنصاف"، الذي اختاره له محمد ولد الشيخ الغزواني هذا الاسم بعد توليه الرئاسة، إمعانا في التعبير عن نيته تحقيق العدالة الاجتماعية، وفي مجموعة من المبادرات الداعمة، في مقدمتها منصة الشعب، وعلى كوادر قوية في الدولة الموريتانية تقف إلى جانب الرئيس وتدعم مشروعه الإصلاحي.

‎وإذا كان حزب "الإنصاف" يجمع الكثير من السياسيين، وحقق نتائج مبهرة في الانتخابات التشريعية والمحلية الأخيرة، فإن منصة الشعب الموريتاني التي تبناها ولد الشيخ الغزواني في حملته الرئاسية السابقة واعتمد عليها في السباق الحالي، هي الأخرى جذبت دعما واسعا من الناخبين، في مختلف أنحاء موريتانيا.

‎وفي الرئاسيات الحالية لعام 2024، يعمل حزب الإنصاف ومنصة الشعب بجد، جنبا إلى جنب لإعادة انتخاب ولد الشيخ الغزواني، في استثمار لسجله الحافل بالإنجازات في مجالات متعددة مثل السياسة الخارجية، والعدالة الاجتماعي والأمن الوطني. 

‎وحيث يتكئ ولد الشيخ الغزواني على دعم قوي من الشرائح الشبابية والفقراء والمتوسطين، الذين يرون فيه رمزا للتغيير الإيجابي والاستقرار، كانت منصة الشعب سباقة إلى الاستثمار في هذا السياق، عبر مخاطبة الشباب الذين يمثلون نحو 60% من الناخبين الموريتانيين.

‎وركزت منصة الشعب في رئاسيات 2024 على العاصمة نواكشوط، حيث الكثافة السكانية الكبيرة، وخاطبت كافة فئات الموريتانيين، بينما جابت أثناء الحملة الانتخابية كافة ولايات موريتانيا، وغاصت في أعماق المجتمع، لتوصل رسالة دعم الرئيس ولد الشيخ الغزواني.

‎وأقامت المنصة في العاصمة نواكشوط، حشدين هما الأكبر في حملة غزواني، كانت الأولى في قصر المؤتمرات، وجمعت الآلاف، وكان لافتا حضور شخصيات سياسية وازنة للتظاهرة، وكوادر كبار في الدولة، يتولون مناصب حساسة، إضافة إلى مسؤولين سابقين بارزين، فيما كان الحشد الثاني في الملعب الألومبي، وتميز بحضور شبابي كبير، واستقطاب قوي لسكان العاصمة.

‎ويلاحظ كثير من المراقبين أن منصة الشعب الموريتاني؛ ضاعفت من جهودها التي قامت بها في رئاسيات 2019، ووصلت إلى العمق الشبابي هذه المرة انسجاما مع شعار أطلقه ولد الغزواني لمأموريته الثانية؛ وهو أنها "للشباب وبالشباب".

‎ولا تُنكر منصة الشعب -فيما يبدو- مجابهتها لمشروع الإخوان في موريتانيا، حيث تقارع الخطاب المتشدد بالدعوة إلى السلم والسلام، وهو خطاب لاقى تجاوبا كبيرا من الفئات الشبابية التي عبرت في كل نشاط سياسي كبير تقيمه هذه المبادرة عن استحسانه وقبوله.

https://gate.ahram.org.eg/News/4890854.aspx