سيادة الرئيس،وعدوكم أثناء الحملة بمحاربة الفساد و بتمكين الشباب في المأمورية القادمة و تشخيصكم لواقع البلد تشخيص الخبير، مطمئن جدا لكل الموريتانيين، فمن المعروف ان التشخيص الدقيق هو الحلقة الأولى في إعداد اي استراتيجية تنموية ناجعة.ولكن يا سيادة الرئيس اي استراتيجية تنموية يتولى تنفيذها المفسدون محكوم عليها بالفشل.
انهم يا سيادة الرئيس، مئات المسؤولين اللذين مردوا على الفساد منذ الاستقلال،فقد توارثوامسؤولية تغيير واقع هذا البلد من فقر وجهل وتخلف و لكنهم استخدموا أموال القطاعات التي اشرفوا على تسييرها في تعليم و تكوين أبنائهم وبناتهم وخلق رجال أعمال ورجال صحافة ورجال دين موالين لهم، كما استثمروا تلك الاموال في رعاية و نشر ثقافة الكذب والانتهازية والنفاق ، و في عرقلة وافشال كل إصلاح و في محاربة وشيطنة كل الخيرين في هذه البلاد .
لقد نجحوا في صناعة منظومة فساد يصعب اجتثاثها او محاربتها.
هؤلاء يا سيادة الرئيس لا ينتظر منهم الاصلاح، هم العدو فأحذرهم.
سيادة الرئيس
ان فوزكم الجديد بتزكية أغلب الموريتانيين لقيادة بلادنا للسنوات الخمسة القادمة و في ظرفية محلية و دولية كالتي نعيش ، يدعوكم اكثر من اي وقت الى التجديد و ابعاد المفسدين و تطوير المقاربات في اختيار الطاقمو ذلك بالاعتماد على اطرو خبراء و كفاءات تم اقصاؤهم لا لشيء الا لانهم تميزوا خلال مساراتهم المهنية او لأنهم لم يخضعوا لمنظومة الفساد.لقد استطاعت منظومة الفساد هذه ، إقناع اجهزة الدولة ، انه لا يصلح لان يكون مديرا لمؤسسة عمومية او رئيسا لسلطة تنظيم او منسقا لمشروع كبير إلا من كان وزيرا سابقا ، في مقاربة مخالفة للمنطق و العقل .سيادة الرئيس ،خمس سنوات كافية لوضع البلاد على سكة التطور،
فلا شيء مستحيل امام الإرادة الصادقة والعزم والتصميم، و النموذج السنغافوري خير شاهد على ذلك.
فقد حوّل زعيم سنغافورة، ومؤسسها «لي كوان يو»بلاده في فترة وجيزة من جزيرة جافة قاحلة، لا تملك أي موارد، إلى دولةٍ من أنجح الدول في التاريخ الحديث.
و كان التعليم حجر الزاوية في برنامجه التطويري فقد ركز على التعليم المنتج، الذي يعتمد على الفهم بدل الحفظ.يقول في كتابه 《قصة سنغافورة》: (الدول تبدأ بالتعليم، وهذا ما بدأت فـيه عندما استلمت الحكم فـي دولة فقيرة جدا، اهتممت بالاقتصاد أكثر من السياسة، وبالتعليم أكثر من نظام الحكم، فبنيت المدارس، والجامعات، وارسلت الشباب إلى الخارج للتعلم، ومن ثم الاستفادة من دراساتهم لتطوير الداخل السنغافوري)«أنا لم أقم بمعجزةٍ في سنغافورة، أنا فقط قمت بواجبي، فخصصت موارد الدولة للتعليم، وغيرت مكانة المعلمين، من طبقةٍ بائسةٍ إلى أرقى طبقة في سنغافورة، المعلم هو من صَنَع المعجزة، هو من أنتج جيلاً متواضعاً يحب العلم والأخلاق، بعد أن كان شعباً يبصق، ويشتم بعضه، في الشوارع».
وفي الأخير فإنني اهنئكم سيادة الرئيس على إعادة الثقة راجيا ان تكون المأمورية الجديدة مأمورية للإقلاع والإنصاف والنهضة و التطور.
الدكتور: محمد ولد الدوه ولد بنيوك/استاذ جامعي