بدأت، اليوم (الجمعة) في مدينة تجكجة؛ عاصمة ولاية تكانت، فعاليات النسخة الثالثة من المهرجان الدولي للتمور الموريتانية؛ تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وبدعم من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويهدف المهرجان، الذي تنظمه وزارة الزراعة بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والإبتكار الزراعي من 26 إلى 28 يوليو الجاري، إلى إحياء ثقافة الاهتمام بالنخيل ومنتجاته، انطلاقا من أن الولاية تتوفر على مخزون واحاتي كبير ومتنوع، بهدف الرفع من جودة المنتوج وتنوعه والحفاظ عليه، كما سيساهم في نقل الخبرات والتجارب الأجنبية للمزارعين المحليين، مما سينعكس إيجابا على المنتوج المحلي من حيث الجودة والتنوع في التمور.
ولدى افتتاحه أعمال المهرجان، أكد وزير الزراعة أمم ولد بيباته أن "النخلة ظلت هي والإنسان الموريتاني رفيقان لقرون حسب بعض الدراسات التاريخية"؛ مبرزا أنها "ظلت تحظى بمكانة خاصة، خصوصا بحلول موسم الكيطنة، بالإضافة إلى فعاليات أخرى متنوعة، كليالي المديح النبوي ومسابقات الرماية التقليدية والسباق الهجن".
وقال إن زراعة النخيل شكلت محورا هاما ولعبت دورا بارزا في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير سبل العيش الكريم لساكنة مناطق الواحات؛ لافتا إلى أن مساحة الواحات في موريتانيا تقدر ب12 هكتار، تضم 2.6 مليون نخلة موزعة بين ولايات آدرار وتكانت ولعصابه والحوضين ومناطق أخرى بإنتاج سنوي يناهز 24 ألف طن من التمور.
وبين أن القطاع يواصل جهوده للرفع من مستوى إنتاج التمور، موضحا أنه تم إنشاء خلال السنوات الخمس الماضية 1400 هكتار من الواحات النموذجية، استفادت منها الفئات الهشة من ساكنة الواحات، مبينا أنه حفاظا على الواحات القديمة تم تأمين ري أكثر من 200 ألف نخلة من الواحات القديمة، مما مكن من زيادة الإنتاج والرفع من جودة التمور الموجهة للتصنيع عبر مصنع شركة تمور موريتانيا، الذي زادت قدرته الإنتاجية لتصل إلى ألف طن.
وقال إن القطاع اعتمد تنظيم مهرجان دولي للتمور الموريتانية، بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، مبينا أن هذه الشراكة ستشكل فرصة للتعريف بأهم التمور الموريتانية، كما سيكون المهرجان مناسبة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال تطوير المنتوج المحلي من التمور.
أما سفير دولة الإمارات العربية المتحدة، حمد غانم لمهيري، فأوضح في كلمة بذات المناسبة، أن تنظيم هذه النسخة يأتي تأكيدا لعمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين الموريتاني والإماراتي.
وأضاف أن المؤتمر أبان عن نتائج هامة، تحققت في المجال بسبب التعاون المشترك بين البلدين، مشيرا إلى أن ما حظي به المهرجان من اهتمام كبير من طرف الجانبين، الموريتاني والإماراتي، ساهم في إنجاحه.
وشهد الحفل تقديم جوائز تشجيعية للشخصيات المؤثرة في المجال، والتي أثبتت حرصها على تطوير المنتوج الواحاتي وتنويعه.
كما تخلله تقديم فيلمين وثائقيين استعرضا أهمية تطوير الزراعة والاهتمام بالمناطق الواحاتية، إذ تطرق الأول منهما، والذي أعدته وزارة الزراعة، للنهضة الكبيرة التي حظي بها هذا المجال خلال الفترة الأخيرة من خلال إطلاق مجموعة مشاريع تنموية هامة، وإعطاء أولوية خاصة لأصحاب المجال، وإنشاء جائزة لمنتجي ومصنعي التمور بهدف تشجيع المزارعين على تطوير الزراعة، فيما استعرض الفيلم الثاني الذي أعدته جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، أهم الانجازات التي حققتها الجائزة في هذا المجال، من تأهيل لمصانع التمور، وتوفير الثلاجات لحفظ المنتوج، إضافة إلى إطلاق مشاريع هامة في ذات المجال، ونقل الخبرات للبلدان العربية وغيرها من الدول.