في مؤتمر استثنائي؛ ولد محمد يتسلم رئاسة الحزب الحاكم  

سبت, 2024-08-17 00:09

 عقد المجلس الوطني لحزب "الإنصاف" الحاكم، الجمعة دورة طارئة، أقر خلاله تحويل اجتماعه إلى دورة طارئة للمؤتمر الوطني للحزب، تم بموجبها انتخاب الوزير السابق؛ سيد أحمد ولد محمد، رئيسا للحزب، بإجماع المؤتمرين.

وفور تسلمه قيادة الحزب الحاكم من خلفه؛ الوزير محمد ماء العينين ولد أييه، اعتلى ولد محمد منصة الخطابة حيث ألقى كلمة، بالمناسة، جاء فيها:

 "بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم

السادة المؤتمرون، أعضاء المجلس الوطني؛

السيد الرئيس، السادة والسيدات أعضاء المكتب التنفيذي؛

أيها السادة، أيتها السيدات،

لقد حصل لي شرف كبير باختياركم لي لتولى رئاسة حزبنا، حزبُ "الإنصاف"،شكرا لكم، شكرَ عرفان وامتنان، على الثقة والتشريف .. وآمل أن أكون عند حسن الظن، وعلى قدر التحدي، وبعض الأمل ثقة في أنكم حين اخترتم فإنكم قررتم أيضا مواكبة خياركم، دعما وجهدا حتى ينجح الخيار، ومن راهن عليكم سينجح لا محالة، إن شاء الله.

الشكر كله لكم، أخي وصديقي، سيادة الرئيس، معالي الوزير محمد ماء العينين ولد أييه، واسمحوا لي أن أسجل هنا كثيرا من التقدير والاحترام لكم شخصيا سيادة الرئيس، وأثمن مجهوداتكم القيمة، وأخلاقكم العالية، وتفانيكم المقدر في خدمة الحزب ومبادئه، وخياراته. وأعول عليكم كثيرا على المساعدة، توجيها ومشورة، لكنني سألزمكم بذلك بقرار من السادة المؤتمرين، الذين أطلب منهم رجاء ومودة أن يقفوا تقديرا وعرفانا لكم بالجميل، وأطلب باسمهم، وبموافقتهم، أن تكون دوما إلى جانبنا.

إن الثقة التي منحتموني، أيها السادة والسيدات، والاختيار الذي شرفتموني به؛ منسجم تماما مع معاني المرحلة الحاسمة التي يعيشها بلدنا، ونحن ندرك أننا اليوم، ولله الحمد، نمارس السياسة في حزب كبير واسع الانتشار في مختلف ربوع الوطن و يستند على مرجعية سياسية مبدأها الإنصاف.

السادة و السيدات؛إن هذه فرصة مناسبة، لأقول لكم، إن طريقي إلى هذه اللحظة لم يكن أبدا سهلا، فقد ولدت في قرية نائية بداية سبعينات القرن الماضي، لأب مزارع، حيث تعلمت الصبر والمثابرة وقول الحق والوقوف مع الحق.

 وقد طفت البلاد فتعلمت من أهل روصو سعة الصدر وتنوع موريتانيا، ومن أهلنا في الضفة التحضر والاستقرار والعض على الوحدة بالنواجذ، ومن مدينة أطار عرفت كيف يجني الناس ثمار عملهم، وكيف يمكن للموريتاني تحويل ظروف الطبيعة الصعبة إلى فرص عمل وإنتاج، وفي نواكشوط في الثمانيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي عرفتُ موريتانيا متنوعة، ومن كل شبر من أرضنا الطيبة تعلمت درسا مفيدا وفي مصر أم الدنيا عرفت كيف أثر علماؤنا هناك، لم يكونوا كمن جلب قطرة إلى بحر، بل جلبوا بحرا إلى بحر. 

وفي إفريقيا وفي دول العالم عرفت أن الإنسان حين يتحرر من قيود الوهم، يمكن أن يكون شيئا. وخلال السنوات الخمس الماضية حظيت بالعمل من موقع المسؤولية مع رئيس محترم، فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، يؤمن بموريتانيا الواحدة والموحدة، ويرفض قيم الاستعلاء وينبذ النظرة الدونية. هل تذكرون خطاب وادان؟.

إنني لا أقول هذا استعراضا.. كلا، بل لأقول لكم إن هذا البلد يمنح الفرص لأبنائه، وأنه لا يمنع أحدا من صعود السلم إذا ما أراد ذلك. والإرادة قرار نابع من الذات، ولا تمنح ولا تمنع. إنني أقول كذلك، لأنه قد آن الأوان لنخرج معا من أسر الأوهام والنظرات القاصرة، و"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

أيها السادة و السيدات؛

إنني استلم رئاسة حزب "الإنصاف" في ظرف دولي بالغ التعقيد، حيث تتزايد رقعة الحروب والاضطرابات، وتتفاعل الخلافات، وتتباين وجهات النظر بين الأقطاب بين يدي تحول عالمي في القوة والنفوذ، وفي ظل ذلك تباد أمة منا في فلسطين على مرأى ومسمع من الجميع، على يد قوة احتلال غاشمة ظالمة، والعالم عاجز عن توفير حماية للمدنيين العزل. 

و في هذا الإطار أؤكد عزمنا في حزب الإنصاف مواصلة دعمنا لكل القضايا العادلة في العالم. ثم إن حالة من عدم الاستقرار تلقي بظلالها على إقليم الساحل، حيث تتصاعد الخلافات، وأعمال العنف، وهو ما يستوجب تقوية الجبهة الداخلية، سياسيا وأمنيا، وتعزيزها اقتصاديا واجتماعيا.

وتعلمون جميعا الضرورة الخيار الآمن لمستقبل واعد، وهم بذلك يقولون إن تحديات الإقليم مقلقة، وتحديات الأمن ملحة، وأولوية المجالات الاجتماعية ضاغطة، وهكذا قالوا كلمتهم، واختاروا مرجعية حزب "الإنصاف".

السادة والسيدات؛

إنني على وعي بأنكم تدركون تماما أولوية البرامج والسياسات التي أعلن عنها في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية، ومنها بناء دولة القانون و المؤسسات القوية ذات الحكامة الفعالة و العصرية، بناء اقتصاد قوي، وتمكين الشباب، ومحاربة الفساد و تعزيز ودعم الاندماج الاجتماعي ومن هذا المنطلق فإننا في حزب الإنصاف نجدد دعوتنا الملحة لاستمرار سياسات الحماية الاجتماعية، والتآزر، والإنصاف، والانحياز الكلي للمهمشين، ولذلك كان الموريتانيون على قدر المسؤولية والتحدي، حين اختاروا بإرادتهم، في 29 يونيو الماضي انتخاب صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية رئاسية أخرى. وباسم المؤتمر الوطني نبارك مسار إشراك الشباب، ونبارك جهود مكافحة الفساد. وسنكون سندا سياسيا وعونا حزبيا، لحكومة رئيس الجمهورية بقيادة الأخ المختار ولد أجاي، عضو المكتب التنفيذي.

السادة والسيدات؛

سيكون تركيزنا في المستقبل على مواصلة الإصلاحات التي أشار لها الرئيس محمد ماء العينين منذ قليل في كلمته وستنصب جهودنا خاصة على الإصلاح الإداري لحزبنا وكذلك الإصلاحات العميقة التي تتطلبها المرحلة القادمة والتي أسس لها منذ فترة. وأنتهز هذه الفرصة لأشكر كل مناضلينا في الأرياف والمناطق الهشة دون أن أنسى النساء المعيلات والشباب والعمال وأصحاب الحرف وأصحاب الاحتياجات الخاصة وجميع المواطنين في الأعماق.

عازم بحول الله، على المضي قدما في بناء حزب عصري، متفاعل مع محيطه السياسي، صانع للحدث، فاعل في مجراه، حزب عند حسن ظن الغالبية التي اختارته منهج حكم، ثقة في مرجعيته، وأملا في قدرته على تقديم حلول عميقة لإشكالات التنمية.

أشكركم مرة أخرى، والله الموفق والمستعان".