انطلاق حملة السور الأخضر الكبير للتشجير والبذر المباشر من مقطع لحجار (تقرير مصور )

ثلاثاء, 2024-08-20 18:47

باشرت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف، اليوم في قرية الكرامة الواقعة غرب مدينة مقطع لحجار بولاية لبراكنة، رفقة المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير؛ سيدنا ولد أحمد اعل، إطلاق حملة التشجير والبذر المباشر في فضاء السور الأخضر الكبير للعام 2024.

وأوضحت بنت محمد لقظف، في كلمة لها بالمناسبة، أن إطلاق هذه الحملة اليوم يمثل محطة هامة في مسار تنفيذ الشق البيئي من برنامج "طموحي للوطن"، الذي اعتمده رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لمأموريته الجديدة؛ لافتة إلى أن الحملة الحالية "ليست مجرد نشاط رمزي، بل هي خطوة عملية تهدف لاستعادة 2500 هكتار من الأراضي المتدهورة على مسار السور الأخضر الكبير، منها 300 هكتار مخصصة للتشجير بهدف التثبيت لبيولوجي لمواقع تثبيت الرمال و2200 هكتار ستتم استعادتها من خلال البذر المباشر لأشجارنا المحلية المتكيفة مع بيئتنا"؛ وفق تعبيرها.

وأضافت الوزيرة أنه سيتم، خلال حملة التشجير والبذر المباشر التي تنطلق اليوم، استخدام الطائرات المسيرة والتقنيات الحديثة "من أجل تحسين فعالية البذر وهو ما يعكس رؤية حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي نحو تبني الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة في تنفيذ المشاريع البيئية".

من جانبه أكد المدير العام لوكالة السور الأخضر الكبير؛ سيدنا ولد أحمد أعلي، أن  إطلاق هذه الحملة "التي تأتي في إطار النشاطات السنوية للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير يؤكد أن هذا المشروع الطموح لا يقتصر على إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل تحسين الظروف المعيشية لسكان الريف، وتعزيز صمودهم في مواجهة التحديات الناجمة عن التصحر والتغيرات المناخية."

وقال إنه سيتم، خلال حملة التشجير والبذر المباشر لهذا العام "غرس 138,000 شجرة من الأنواع المحلية في مواقع تثبيت الرمال الميكانيكية والمحميات التي أنشأتها الوكالة في مناطق: الصفا، عرفات، أعويفية، أمنيدير، الوحدة، التاكلالت، والجابر في ولاية اترارزة، ومناطق: صد، أزرك عين، بوفل، الكرامة 1، الكرامة 2، التومية، ولكراع في ولاية لبراكنة، بالإضافة إلى كرو وبومديد في ولاية لعصابة، والمجرية في ولاية تكانت".

أما عملية البذر المباشر فبين أنها تشمل مناطق: لكراع، الزمور، صنكرافة في ولاية لبراكنة، ومفتاح الخير، الجابر، التاكلالت في ولاية اترارزة، ومناطق بومديد، الزيرة، والفرع في ولاية لعصابة، إضافة إلى مناطق أخرى على طول مسار السور الأخضر الكبير، كما سيتم، في نسخة هذا العام، استخدام أحدث التقنيات، بما في ذلك الطائرات المسيرة وكرات البذور، بهدف زيادة نسبة الإنبات والوصول إلى المناطق الوعرة، مما يضمن تحقيق نتائج ملموسة تُسهم في تحسين البيئة وتوفير فرص اقتصادية جديدة للسكان، مما يعزز التنمية المحلية المستدامة.

وتحدث عن طبيعة تدخلات الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير على طول شريط يمتد على مسافة 1100 كلم في ست ولايات هي، بالإضافة إلى لبراكنة، اترارزة ولعصابة وتكانت والحوضين عبر استعادة الأراضي المتدهورة ومكافحة زحف الرمال وإنشاء محميات طبيعية لاستعادة الغطاء النباتي إلى جانب مشاريع مدرة للدخل في إطار مزارع نموذجية مندمجة لصالح التعاونيات النسوية.

وقال إن مقاطعة مقطع لحجار استفادت من تدخلات الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير حيث شملت تثبيت الرمال على مساحة 580 هكتارا في مناطق الكرامة وصنكرافه والملزم وازمور وعلب الخير ولخزيرة وجونابه إلى جانب إنشاء محميات طبيعية على مساحة 150 هكتارا في قرى كيمي واكرج وامات اسلاين.

وبين أن نسخة هذا العام سيتم استخدام أحدث التقنيات بما في ذلك الطائرات المسيرة وكرات البذور بهدف زيادة نسبة الإنبات والوصول إلى المناطق الوعرة مما يضمن تحقيق نتائج ملموسة تسهم في تحسين البيئة وتوفير فرص اقتصادية جديدة للسكان مما يعزز التنمية المحلية المستدامة.

رئيس جهة لبراكنة السيد المصطفى ولد محمد محمود بدوره أشار إلى أن أهمية العناية بالبيئة والحفاظ عليها لم يعد مجالا للنقاش ولم تعد قابلة للتأخير وصارت بشقيها الوقائي والعلاجي ذات أهمية كبيرة لما يترتب عليها من أخطار تذهب إلى حد تهديد وجود البشرية من خلال الإخلال بالتوازنات البيئية والمحافظة على طبيعة تسمح بالعيش في ظروف مناخية وحتى صحية ملائمة.

ونبه رئيس الجهة إلى أن الوطن بحاجة ماسة إلى الاستغلال الأمثل لثرواته الطبيعية ليستفيد المواطن منها من خلال العائدات المهمة التي تنعكس إيجابا على ظروفه الصحية والتعليمية وكذا البنى التحتية، مبديا ثقته بأن التوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وحرصه على مصلحة المواطن وانحيازه إلى الطبقات الضعيفة تصب في اتجاه مراجعة التشريعات وملاءمتها مع تطلعات الساكنة في هذه المناطق.

وكان عمدة بلدية مقطع لحجار السيد باب ولد المصطفى ولد الطالي العالم قد ألقى كلمة ثمن فيها هذه الزيارة التي تجسد اهتمام الحكومة بإنجازات الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير التي ساهمت في تثبيت السكان في مناطقهم الأصلية وتحسين الظروف المعيشية للساكنة الهشة.

وقال إن ست قرى تابعة للبلدية استفادت من هذه التدخلات التي شملت، من بين أمور أخرى، إنشاء حوانيت جماعية وتوزيع وحدات إنتاج ساهمت في الحد من الفوارق الاجتماعية.

ودعا إلى دعم توجه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في الدفاع عن الوحدة الوطنية والتنمية الشاملة للبلاد.

وعلى هامش انطلاق الحملة زارت معالي الوزيرة والوفد المرافق لها العروض التي تقيمها الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير وإدارة الرقابة البيئية، والمشتلة والمتجر الجماعي؛ قبل أن تشرف على توزيع عشرين وحدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية لصالح اتحاد تعاونيات مكطع لحجار، قبل أن تنتقل إلى موقع تثبيب الرمال الميكانيكي حيث أشرفت غرس رمزي إيذانا ببدء حملة التشجير كما أطلقت الطائرة المسيرة لبدء عملية البذر باستخدام كرات البذور المحسنة بالتعاون مع الشركاء الفنيين.

حضر  فعاليات انطلاق الحملة كل من والي ولاية لبراكنه والسلطات العسكرية والأمنية بالولاية وممثلي المجتمع المدني المهتم بالشأن البيئي.