حذرت مؤسسة "أوروبيون لأجل القدس" من مخاطر قالت إنها تستهدف المسجد الأقصى في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقالت "أوروبيون لأجل القدس"، في بيان لها أصدرته بمناسبة الذكرى الـ 55 لإحراق المسجد الأقصى التي تصادف اليوم (الأربعاء 21 أغسطس)، إن هذه الذكرى تأتي وسط وقائع أكثر خطرًا تمس المسجد وتسعى لفرض أمر واقع جديد فيه وتقسيمه زمانيا ومكانيا مع صمت مطبق وتفرد إسرائيلي على وقع جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
ولفتت الهيئة إلى أنه قبل أيام من مرور الذكرى شارك وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي؛ المتطرف ايتمار بن غفير، ووزير شؤون النقب والجليل؛ يتسحاك فاسرلوف، في اقتحام المسجد الأقصى الذي بات يشهد أداء المتطرفين اليهود صلوات والسجود الملحمي في باحاته بموافقة وحماية شرطة الاحتلال التي كانت حتى وقت قريب تمنع ذلك.
ونبهت إلى أن ذكرى إحراق قبلة المسلمين الأولى، تأتي هذا العام مع تعاظم سياسات التهويد التي تنتهجها الحكومة اليمينة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في تاريخ دولة الاحتلال، والتي ترمي إلى تحويل المخططات التي وضعها اليمين المتطرف بحق تهويد الأقصى وتقسيمه إلى أمر واقع.وأكد أن حريق المسجد الذي وقع قبل 55 عامًا ممتد إلى اليوم بأشكال وصور مختلفة بعضها أكثر خطورة وتهديدًا بقبلة المسلمين الأولى.
وقالت أوروبيون لأجل القدس: يبدو أن السلطات الإسرائيلية تعتقد أن عجز المجتمع الدولي عن وقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها منذ أكثر 10 أشهر في قطاع غزة، يجعلها أكثر جرأة في محاولة تغيير الأمر الواقع في المسجد، متجاهلة المخاطر التي يمكن تترتب وراء ذلك.
ونبهت إلى خطورة السياسات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى، والتي تتمثل في توسع سياسة اقتحام المسجد والسماح للمتطرفين اليهود بأداء الصلوات العلنية وفرض إجراءات عملية لتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا، مع تضييق القيود على وصول المسلمين ومنع أعمال الترميم بالمسجد في وقت تتزايد فيه المخاطر جراء الحفريات الإسرائيلية المتصاعدة.
وقعت جريمة إحراق المسجد الأقصى في يوم 21 أغسطس 1969، عندما اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان وهو بروتستانتي المذهب صهيوني الاعتقاد؛ حيث تعاون مع جهات صهيونية لتنفيذ فعلته الإرهابية.
وشبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، والتهمت الحرائق 1500 متر مربع، وهو ما يمثل أكثر من ثلث مساحة المسجد القبلي البالغة 4400 متر مربع، حيث أتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.
والتهمت النيران أيضا منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، وقد كانت لهذا المنبر الجميل مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى.