فاز المصوّر الصحفي الفلسطيني، محمود الهمص، بالجائزة الذهبية للأخبار في مهرجان "فيزا بور ليماج" المنظم في بربينيان بفرنسا، وهي أعرق جائزة للتصوير الصحفي في العالم، وذلك عن عمله في تغطية حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقال الهمص (44 عاما)، وهو مصوّر يعمل لدى وكالة فرانس برس: "آمل أن تنقل الصور التي نلتقطها رسالة الى العالم مفادها أن هذه الحرب والمعاناة الناتجة عنها يجب أن تنتهي"، وذلك في حوار عبر الفيديو مع المدير المؤسس للمهرجان جان؛ فرانسوا لوروا، تم بثّه خلال تقديم الجائزة.لم يتمكن الهمص الذي غادر غزة قبل أشهر مع عائلته، من الحضور إلى بربينيان لتسلّم جائزته بسبب تأخر إصدار تأشيرة الدخول، لكنه من المفترض أن يزور فرنسا خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما أكد المعاون في رئاسة تحرير وكالة فرانس برس ستيفان آرنو الذي تسلّم الجائزة نيابة عنه.
لم يتوقف محمود الهمص، الذي يعمل في فلسطين منذ 21 عاما، عن توثيق الحرب رغم هول المجازر وجرائم القتل المتعمّدة للصحافيين في القطاع. وقال الهمص “أمضيت طفولتي في غزة. وخلال 23 عاما من التصوير الصحافي، عايشت كل الحروب وكل النزاعات”. وأضاف “لكن هذه الحرب مختلفة وغير مسبوقة منذ اليوم الأول”. وتابع “واجهت مع زملائي موقفا معقّدا للغاية، من دون أي خطوط حمراء أو حماية لأحد. استُهدفت مكاتب صحافيين يفترض أن يُحيّدوا في زمن الحرب”.
وقال الهمص: “قُتل العديد من الصحافيين وأصيب آخرون. فقدتُ شخصيا العديد من الأصدقاء والأحباء. ولكننا كافحنا للحفاظ على سلامة عائلاتنا. وعلى الرغم من الخطر الدائم، واصلت تغطية النزاع لأنها رسالتي، الرسالة التي اخترتها عندما اخترت الصحافة كمهنة”.
وسبق لمحمود الهمص أن فاز بجوائز عدة، منها الجائزة الأولى في فئة “القصة الإخبارية” لتغطيته غزة في الدورة العاشرة لجوائز إسطنبول للصور (التي نظمتها وكالة أنباء الأناضول)، في إبريل 2024.كما نال الجائزة الأولى لمراسلي الحرب في الدورة الخامسة والعشرين من جوائز بايو – كالفادوس عن صورة للمتظاهر الفلسطيني صابر الأشقر وهو يرشق حجارة خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية خلال “مسيرة العودة الكبرى” على طول الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، شرق مدينة غزة، في العام 2018. كما حصلت هذه الصورة على جائزة “فارين” الدولية للصورة في ديسمبر 2018.